25‏/12‏/2011

قلب الصبي


الشروق
والصباح الي إتفرد
على كل شارع إتصبغ بدم الولد

الضحى
والليل الي خلي من العباد
مابقاش فيه غير مجتهد
واقف مستني طلقته
جوه الميدان
داير يوزع دمعته
على كل الي خان
خان دمه
يأّس أمله
طعن شرفه
بلسان جبان

الشروق
والصباح الي إتفرد
على قلب مات لما إتولد
قلب الصبي
الي إتمزق وأخدتوا منه فرحته
مات ما إترزق لما سرقتوا ثورته
ماعرفش يفرح بالشهاده
لما الدياثه بقيت عباده
وسابوا أخته تشرب هوان

قلب الصبي
صرخ وقال مش هو ده مطلبي
أنا دمي راح وكان نفسي أعيش زيي زيكم
انا لما أحارب ظلم وطني
ابقى ف نظركم موتي ده عيد
ولما أحارب أجنبي
أبقى في عينيكم رمز وشهيد

دي ثوره كانت من الله هديه
وبتضيع علينا من 100 إيد غبيه
وبترجع فيها لربها نفوس كتير راضيه ومرضيه
لكنها .. رغم إنها .. كان نفسها
لكن ماهوش مكتوبلها
تكون مرضيه

والصبيه
الي كست عينينا بتوبها الطويل
الي فضت ستر كل نفس
صرخت وقالت كفايه لحس
كفايه مسح في البياده
لو ترضوا إرضوا تبقوا عبيد
إيه الجديد
والحر تبقى ليه السياده
وكان الهتاف

كان الهتاف
سارق الثوره فوق الكتاف
حادي بادي أنا خنت بلادي
وقال الظالم إسجدوا يا عبادي
قام العسكر حرق وكسر
موت شاب وشيخ من الأزهر

عشره عشرين تلاتين أربعين
إقتل وحاكم مدنيين
خمسين ستين سبعين تمانين
قول الي عملها دول ناس تانيين
والي فاضل تسعين والميه
قالوا عليهم بلطجيه
وطلقوا عليهم الحراميه
سحلوا صبيه
بكشف عذريه
وإتظبطت .. التمثيليه

كان فيه واحد جبار
حب يفرق في الثوار
يعمل إيه ؟؟
وطنه مابقاش غالي عليه
ليه يصونه ؟؟
كام بلطجي يلزمه ؟؟
وكام قناص
يقتل يفرق من غير رصاص
وكمان تطاطي
من غير خرطوش .. من غير مطاطي
و" دخل" بمصر من غير جهاز
وكشف جسمها بقنابل غاز
وعزمها بره على أكله سم
وملى كاساتها
وشباب ولادها
ودموع بناتها
بشوارع دم

الطريق
والسكه الي صعبه
والليالي الغربه
هتشيل أخوك للمشرحه
وإقرا عليه قداس وفاتحه
ودور بيه جوه الميدان
حفظ إسمه لكل عامود
إحلفله إن حقه هيعود
وإن الكلاب هتفضل تنبح
مهما الليالي لسه هتجرح

الفجر
ونور الشمس
وصوت الأدان
الي طالع من كل جامع .. من جوانا
والفضفضه
وليالي الرصاص
وساعه الحماس
وأخويا الي واقف هناك عشاني
وصخب الأغاني
والمستشفى الميداني
والقلب الي بيسرق منك أمان
والشهيد الي نفسه يرتاح ينام
إفتكري دايما صوته يا بلد
إفتكري لما قالنا

عمرنا ما هنعرف معنى الكرامه
إلا لو كان
أهم حاجه عندنا

دم الشهيد
قبل النشيد

20‏/12‏/2011

ما فعله العيان بالميت




كنت أريد أن أحكي مره أخرى " للكبار" حكايه قبل النوم عن ثوره حدثت يوم 25 يناير

وعن أحداثها وعن ما قيل عنها أنها سوف تنقشع أو بالأحرى سوف تفض كسابقيها من أصل يفوق الأربعه ألاف مظاهره ، فلا جديد ، فلم يكن ذلك عسيراً على رجال الشرطه الأبرار.

كنت سأحكي لهم عن عن الشرطه عندما أطلت بوجهها القبيح علينا وعاثت في الديار فساداً وإحراقاً وإخراجاً للخارجين عن القانون والبلطجيه وترويع الأمنين، وإطلاق مخزون سلاحها الداخلي وإستيرادها كماً أخر

لإخمادها ।

كنت سأحكي لهم عن إعلاما سافراً داعراً سقط قناعه وجلد وجهه العاري في الأساس ، وماذا يقولون على من خرجوا ليعبروا عن غضبهم فلقبوا ببلطجيه وعملاء ومخربين وأعداء الإستقرار وانهم عاطلون وقابضون لمبالغ إختلفت الروايات فيها فمنهم من قال 250 دولار ووجبه كنتاكي ، ومنهم من قال انهم 50 يورو ووجبات

ومنهم من قال "400 " جنيه وفي روايه أخرى 2500 جنيه هذا اخر ما وصلت اليه التسعيره

هذا بخلاف الإشاعات والإتهامات وانهم يتقاضون أموالاً من الداخل والخارج وربما أيضا من خارج الكوكب

وربما لتنفيذ أجنده كوكب زحل الشقيق .

كنت سأحكي لهم عن الشخصيات الكرتونيه الهزليه المتصله بالقنوات والذين ظهروا يتباكون وينتحبون من أجل خراب البلد وقسّمهم على ان هناك من تم تدريبهم خارج مصر لإسقاط النظام او "إسكاط النيزام " .

هذا أيضا بخلاف المخدرات والحبوب المخدره التي كانوا يتعاطونها وممارستهم للفحشاء

ولم يبقى حينها سوي إتهامهم بعباده الشياطين والأوثان والنجوم والكواكب ।


وعندما ظن الجميع بأن الثوره نجحت نسب الجميع نفسه اليها ، بل منهم من أشعل فتيلها ودعا اليها .


كنت سأحكي لهم عن كبش الفداء الذي إختاروه خلاف تغيير الطاقم الوزاري الذي لم يقنع أحد، فأطاحوا برئيس الجمهوريه حينها بعدما جهزوا له خروجاً أمناً ، وطمأنوه بأن من دخل تحت عباءه القوات المسلحه "فهو أمن "

ودعا المشير حينها دعاء سيدنا إبراهيم أن يرزق قاطني مزرعه طره من الثمرات والخير والسكينه وأن يجعل الناس تأتى اليه في إشتياق ومن كل فساد عميق ، فإكتظ برجال الأعمال والوزراء ورفقاء الدرب

بل وربما أيضا ستتحول المزرعه إلى مزارا يحج اليه السائحين .

..............

بعدما كتبت كلاماً كثيراً لأحكيه لهم ، فقد تراجعت بعض الشيء ، فأنا لا أريد أن يصابوا بالكوابيس المفزعه إذا حكيتها

وفضلت التعقل كي لا يقول أحداً منهم إني أعشق التهويل والتسخين حتى يحدث التشويق .

لكن كان يجب أن أقول لهم أن هناك تصريحاً أثيراً لجميع المسئولين وقيادات المجلس العسكري منذ بدايه الثوره " إن التظاهر حق مكفول للجميع " على ألا يتعلق بتخريب الممتلكات العامه والخاصه .

فسألوني ومن يفتعل تلك الأحداث

فقلت لهم : الم أقل لكم أنكم لن تستطيعوا معي صبراً

فسألوا من جديد : لماذا إذن يقولون أن التظاهر حق مكفول للجميع ثم يحاولوا فض إعتصامهم ؟؟

فهل ميداناً واحداً يعطل " جمهوريه مصر العربيه " ؟؟

فقلت لهم من المسئول عن أحداث السفاره ؟؟ ولماذا وقفت قوات الجيش تراقب مشهد إقتحام السفاره حتى إنتهى ومن ثم قامت بالقبض على من وصفتهم بالجناه ؟؟؟

وليس هذا فحسب : من المسئول عن أحداث : " ماسبيرو .. محمد محمود وتتوالى الشوارع حتى نصل إلى أخر محطه وهى " مجلس الوزراء والمجمع العلمي "

فسألوني في براءه : وما الذي حدث ؟؟؟

قلت لهم : حاولوا فض إعتصامهم ولا أعرف الأسباب وتزرعوا بأنهم يقوموا بمنع رئيس الوزراء عن دخول مبني رئاسه الوزراء ذو الأبواب الثمانيه

رئيس الوزراء الذي لم يهتم بمن يقفون في الشوارع ، لم يهتم بالنزول لهم والتفاوض معهم أو إرسال وفد اليهم في محاوله للوصول إلى حل مرضي للجميع ، وفداً يستطيع أن يقيم إجتماعاً في الميدان يعرف فيه مطالب المعتصمين . هل هذا عسيراً ؟؟

رئيس الوزراء الذي كان رده الوحيد على هذه الأحداث الداميه هو أنه " يرفض التعليق على الأحداث " !!!

من يمكنه التعليق إذن؟؟؟

ورأينا في الفتره السابقه أن الأمن عندما أراد أن يعود " لينتقم" قد فعل بنجاح

أما عودته لحفظ الأمن والتعامل مع المواطنين بأدميه كان هذا أمراً عسيرا للغايه .

ورأينا أن جنود وعساكر القوات المسلحه الأبرياء ال " غلابه " يتحركون بمقتضي أمراً صدر اليهم بفض الإعتصام ونعلم جيداً أنهم " عبد المأمور " إنما السؤال المحير ها هنا :

لماذ يضربون بهذه الوحشيه والغل والكراهيه ؟؟

هل هؤلاء هم حقاً إخواننا وأصدقائنا وجيراننا الذين نخاف عليهم ونرفض المساس بهم أو الحاق الضرر بهم ؟؟

وهل حقا نخوتهم سمحت لهم الإمساك بإمراه والتحرش بها وسحلها وضربها كما لو كانت " ذبيحه " يقوم الجميع بسلخها !!

وهل الأخريات ممن سُحلوا كما لو كانوا بلطجيه هل يستحقون هذا ؟؟ هل هذه هي نخوه الجندي المصري ؟؟

هل هؤلاء هم خير أجناد الأرض؟؟ هل حقا هم من يحمي البلاد وأهلها أم هم من يستبيح عرض نسائها ويكشفون سترهم ؟؟

سحقاً لهذه النخوه !!!

وما ذنب الشيخ عماد عفت والصيدلي الشاب علاء عبد الهادي ؟؟

وما ذنب جميع الأطهار الذين قتلوا في سبيل هذا الوطن ؟؟؟

وماذا عن البلطجيه ؟؟

هل هؤلاء البائسين الذين تم الإمساك بهم هم من قاموا بكل هذا التخريب ؟؟

فلماذا يستهدف الرصاص العسكري الأبرياء ؟؟ ولماذا لم نسمع عن مقتل واحداً من البلطجيه ؟؟

وإن لم تكونوا أطلقتم طلقه واحده ، فمن أين يأتي الرصاص ؟؟؟

الغريب حقاًِ أني لم أرى بلطجياً واحداً قد أصيب !! يا للعجب !!!

لمذا تجاهل الجميع شهاده رئيس المجمع العلمي بأن الشباب المعتصم هو من القى بنفسه داخل النار حتى ينقذ الكتب والمخطوطات ؟؟

تلك المخطوطات التي يندبون عليها

يغضبون من أجل أوراقا كتبها بشر مثلنا ولم يغضبوا من أجل البشر أنفسهم ؟؟

والغريب في قصه الحريق أن أفراد الجيش كانوا يستخدمون خراطيم الإطفاء لفض الإعتصام وبالرغم من ذلك يشاهدون النار وهي تلتهم المبنى والسيارات ولا يوجهون اليها المياه !!!

إنهم يرون النار المستعره في المنشأت ولا يحرك لهم ساكناً !!

دعك من كل هذا فقد ذكر لي صديق ملاحظه هامه لم انتبه اليها

وهي عندما إحترق مبنى مجلس الشعب من قبل كان هناك طائرات تقوم بالإطفاء وليس فقط سيارات إسعاف ، فأين ذهبت تلك الطائرات ؟؟؟

ذكرني هذا الأمر بتصريحات اللواء عماره عند خروجه من الإجتماع لأحد الصحفين حين سأله عن الفتاه التي انقض عليها الجنود واوسعوها ضرباً وتحرشاً فقال له : أنت ذكرت الموقف كله ولم تذكر الجندي الذي قام بتغطيه جسدها فهذا الجندي قد أصيب بالحجاره ، إنت تأتي على الشيء الإيجابي ولا تذكره !

ولا تعليق !!!

هناك ايضاً ملاحظه هامه هو ان الجميع يريد ان يعرف من الذي يقوم بأعمال الشغب والتخريب

والأغرب أننا جميعا نعلم بأن الشرطه تعلم جميع البلطجيه والمسجلين في جميع المناطق وعندما تريد أن تجمعهم فإنها تفعل بسرعه وبنجاح فائق ؟؟ فلماذا تتركهم الشرطه ؟؟؟

فما الحكمه من إطلاقهم ثم نعود ونسأل : من الذي قام بالتخريب والإنتهاكات ؟؟

يا لي من ساذج فالإجابه معده سلفاً : إنهم المتظاهرين الملاعين حتماً !

ماذا أيضا أردت أن أقوله لكم ؟؟

ما رأيكم في إعلام ينتحب من أجل كتب ومخطوطات ولا يحزن من أجل البشر ؟؟ الله الذي قال على لسان نبيه :لزوال الدنيا أهون على الله من دم مؤمن ।

وقال : لزوال الدنيا جميعا أهون عند الله من دم يسفك بغير حق !!

ومارأيكم في شعب يلدغ للمره الثانيه ويصدق "إستنساخ مبارك " ويمهلونه ويمجدونه بل أن منهم من يصنع ألهه أخرى ليعبدها ؟؟

او في فئات تصب لعنتها وغضبها وفساد دولتها وانهيار إقتصادها " واخلاقها " وكل شيء فيها على من يتظاهرون ؟؟ ويصدقون ذات الإعلام .. ويرددون ذات الكلام !!

ما رأيكم في فئات لا يهمها سوى إنتخابات ؟ وليس لمن تم انتخابهم اي موقف صريح ؟؟ او حتى غضبه واحده على دم ؟؟

ومارأيكم في فئات تقاتل من أجل إنتخابات مع إيقاف التنفيذ لمجلس شعب بلا صلاحيات ؟؟ ولن يُعد دستوراً ؟

ولن يعبر عنهم في النهايه ؟؟ وسيأتي لهم برئيس يريده المجلس العسكري لا هم ؟؟

ما رأيكم في فئات لا يشغل بالها سوى سوى الإنتخابات فحسب فلا قتلى ولا جرحى ولا أي شيء سوى الإنتخابات ؟؟ فئات لا يلقي لها بالا إن تم محاكمه الفاسدين المتسببين في قتل شبابنا ورجالنا ويستحييون نسائنا ويسفكون دمائنا ؟؟

هل تساوي حياتك مبلغا ً من المال ؟؟

عندما نسأل عن دمائنا التي ملئت الطرقات .. فمن نسأل ؟؟ ولمن نتوجه ؟؟

عندما نجد أن العقليات لم تتغير وأن هناك من يسب الفتاه التي انهال عليها الجنود ضرباً وتحرشاً ويلقون بالتهمه على الضحيه ويتركون الجاني ، فلن نستعجب عندما نجد من يقول : تستاهل لأنها " صايعه " لم يكن لها أن تذهب ، أو أنها ساقطه أو أنها لم ترتدي شيئا أسفل نقابها أو أنها كانت تؤدي مشهد تمثيلي مدبر ومعد سلفاً ؟؟

لا لا .. لا تحاولوا !

لن أتكلم عن الجنود الذين لزموا دباباتهم وتركوا الناس تقتل وهم يديرون شئون البلاد

ولن أقول عن تفتيش المتظاهرين لتجريدهم من كل شيء وتركهم للبلطجيه الذين دخلوا بجمال وبغال وحمير وتسببوا في " موقعه جمل " !!!

ولن أقول أيضا عن مذبحه ماسبيرو .. ولا عن مجزره محمد محمود .

ولن أقول عن كشف العذريه فهذا حقا عيباً أخلاقيا إن ذكرته

لن أتكلم عن الضباط الذين تم نفيهم من أجل غضبتهم من أجل وطنهم وعمالتهم للوطن ، لن أقول أنهم إنحازوا لقسّمهم من أجل الوطن لا من أجل المشير وطاقمه .. لا لن أقول ذلك لا تحاولوا !

لن أتكلم عن الطعام المسمم ، والغازات السامه .

لن أنطق بكلمه عن أزمه إسطوانات الغاز كذلك فمن ذلك المعتوه الذي يصدق أنها مفتعله !

لن أتكلم أيضا علي أن الجيش والشرطه لم يطلقا رصاصه واحده على المعتصمين لا حي ولا مطاطي ولا خرطوش إنهم فقط كانوا يقذفونهم بالورود والشوك إذن هو الفاعل !

لن أذكر أحد أن هناك ما يزيد عن الإثنا عشره محاكمه عسكريه للمدنيين ولن أذكر أن الفاسدين لازالوا مطلقي السراح والبلطجيه يمرحون في البلاد كسياحه داخليه

لن أتكلم عن كم الأسلحه التي إمتلئت بها البلاد ، ولن اقول أن الجيش والشرطه ينتقمون منا ، ويجعلونا نشحذ حقوقنا .

لا لن أقول ان هناك مغيبين ومغفلين وسذج وبلهاء .. ولن أقول اللهم اهلك المنافقين

لا لا .. انا لن اقول يسقط يسقط حكم العسكر

لقد نام أحبابي الكبار وانا لازالت اسرد عليهم "مافعله العيان بالميت "

أتمنى لكم نوما هنيئاً فلاشيء يدعو للقلق او للغضب

فكل شيء على مايرام

تصبحون على وطن

26‏/08‏/2011

عن" خمسه وعشرين عاما" لم تكتمل


إلى أخي""

.......

أراه يدخل من الباب يمتليء بالمرح

" لازالت أراه جالسا علي ذلك الفراش الذي كان ينام عليه بل وأراه ينظر لي بنصف عين مفتوحه

"ها أنا ذا أسمع خطواته وصعوده درج البيت في تؤده وإنتظام

كم أتمني أن أحدثه .

...........

هو طيب هذه فطرته

كان يمتلك قلباً أبيض

نقي السريره .

طيب !!

هذه كانت مشكلته

لم يكن يرد أحداً عن طلبه .. كان المال أرخص شيء لديه .

كل ما كان يتمناه أن يشعر بأن هناك أحداً بصدق يحبه .. حباً خالصاً .

لم يكن يحب أن يعرفه أي شخص لأي غرض سوى لشخصه .

هذا كل ما كان يتمناه من الدنيا

كان يريد أن يعيش في سلام.

كان يريد أن يأخذ دوره حياة جميع البشر

ويموت وربه راضيا عنه

فهو لم يكن يبخل بأي شيء يملكه طالما كان " لله "

كان هذا طبيعياً

كان هذا جل ما يتمناه

فهل كان يتمنى الكثير ؟

..........

لم يختلف كثيراً عن والدي كان هو ذلك الشخص الضحوك الساخر دائما

الذي ترى الهموم في مسام وجهه وفي خرائط قسماته .. يسخر من مرارة الحياه وأوجاعها

يسخر من كل شيء .. يسخر حتى من السخريه ذاتها ...

كنت تراهم فتشعر بأنهم كانوا في سباق طويل وصراع عظيم بينهم وبين الدنيا

عاش معهم وإستمر معهم ولم يتركهم إلا في نهايه عمرهم

رافقهم كصديق قديم حميم يأبى أن يترك صاحبه .. لا يفرقهم إلا الموت .

أذكر وجهيهما في نهايه الطريق ، كان هادئاً ساكناً وفي نفس اللحظه يرتسم علي وجوههم

ذلك التعبير الذي يوحي بالفراغ للتو من متاعب وأوجاع ممضه

ذلك التعبير الذي يعبر عن التخلص من كل ما مضى

تعبيراً يقول : أخيراً إنتهت كل الألام ، بل إنتهى كل شيء .

إنفعال يخفت شيئاً فشيئاً حتي يتحول إلى صفاء وإرتخاء وإسترخاء وإستسلام .

كمن كان يركض طويلاً لمسافات ميليه أو سنواتيه أو عمريه وإنتهى الأن !

وشعر بالراحه .

الراحه التي لم يشعر مثلها من قبل ، سكون لم يتذوقه بتلك العذوبه من قبل .

صفاء لم يراه إلا في أياماً معدودات يقل فيها الإزدحام المروري للطيور ووسائد السحب في السماء

تلك الزرقه التي تصطبغ بها الأعين من فرط صفائها ، أو ذلك السواد في ليل سرمدي يمتد هدوءه

وصفاءه إلى الروح ، فتفرغ النفس صخبها وزحامها وألمها وذكرياتها ذات الألوان الثنائيه

التي تومض بلونيها الأبيض والأسود إلى ذلك الليل السرمدي .

وينتقل هذا الصفاء الليلي إلى النفس في تبادل وتدفق وإمتزاج لا نهائي .. لامنتهي .

إنها الراحه الأبديه !

هذا هو ما أقصده عندما أرغب في نوماً هادئا لايشوبه شيء .. ولا يقطعه شيء .

راحه أبديه .. سكون سرمدي .. صفاء بلا إنقطاع .

..............

.......

...

..

.

ترك ساعته .. وترك نظارته السوداء .. ترك ملابسه التي لم يرتديها بعد .

هجر فراشه .. ترك حتي النقود التي كان يحسده الناس عليها .

ترك أصدقائه .. ترك أهله ..ترك ذكراه وشذاه ...

لم يترك شيئاً سوى ألما في قلوب من أحبوه .

وذكري تمر هنا وهناك لترينا نقشه في كل مكان حطت به قدمه .

وفراغاً غير مرحب به

وليال تُروى بالدموع والحديث عنه

وأم تصبر نفسها بأن هذا لم يحدث إلا في خيالها .

ترك كل هذا .. القاه خلفه .. وذهب لوالده الذي طالما أحبه .

ليكون كل واحد منا في ناحيه !

أنا في ضفه الحياه مع أمي .. وهو في الضفه الأخرى مع والدي .

هكذا يمكن أن تتعادل الكفتين .. بعض التوازن الإلاهي لا يضر .

ترك كل شيء ، ولم يبقى شيء .

ومازال الناس يظلمون .. أفلا يعقلون !

مازالت الدنيا براقه في أعينهم ويكثرون فيها الفساد .. أفلا يسمعون !

مازالوا يعتبرون الموت زائراً يخطئهم دائما وأن العمر مازال أمامهم .. أفلا يبصرون !!!

..........

في ذلك الفِناء أقف وحيداً كنقطه في ورقة بيضاء ، أو كهدف عسكري بدا صغيراً من بُعد كبير

أو كنمله يراها الإنسان من أعلاه ، أو كشخص أخر يراه من ناطحه سحاب .

أشعر بالفراغ .. أشعر بالفَناء والخواء .

ليس هناك أحد هنا سواى ، أستطيع أن أصرخ حتي أفرغ الألم المختزن في جوف قلبي

وفي أحشاء روحي ، أستطيع أن أفني حنجرتي صراخاً ، أستطيع أن أفني عيناي دمعاً ونحيبا ً

وأفني جسدي حزنا .. نعم أستطيع الأن فعل ذلك فكل شيء علي ما يرام .

...........

إنه الغسق والهواء يتسكع من حولي ، والتراب ينفجر كلما سرت عليه كبرعم سقطت عليه نقطه مياه فتعكر ما بداخله

وثار مكنونه ، أو كسحابه ضبابيه تعلن عن حنقها .

تذكرت أني جئت إلى هنا للعظه .. جئت لتهدأ نفسي بعض الشيء

جئت لأنسي سذاجه البشر وسقطاتهم وإنزلاقهم في الدنيا ، نعم كي أنسى حماقتهم ودنائتهم التي لا تنتهي .

والظلم الذي يفعلونه ولا يقبلونه !!!

جئت كي أحتفل معه بعامه الخامس والعشرين .. وهو ليس هنا ليحتفل به.

الأن إنتقلت بعض سكينه المكان إلى نفسي وإرتشفت بعض الصفاء .

وسوف أعود مره أخرى لملاقاه ذلك العالم الذي طالما شعرت أني لا أنتمي اليه .. عالم الحياه .

...

إن إنتهت أعمارنا في الدنيا .. فلنا بعد الدنيا عمراً أخر نكمله .

ربما في عوالم أخرى سوف نحيا أعماراً وأعماراً .. ولن تكون خمسه وعشرين عاماً لم تكتمل .

عزيزي :

أنت لم ترد إلا السلام .. فالسلام عليك يوم ولدت .. ويوم مت .. ويوم القاك في عالم أخر حيا

كل عام وأنت ترقد بسلام .

20/8/2011

25‏/06‏/2011

البقاء لله


لم يعد هناك شيء يستطيع إضحاكي .
لم يعد هناك ما يستدعي الضحك .. لم يعد هناك ضحك ...
فإبتسم كي ترضي فطرتك.. إبتسم كي تعطي للأخرين أملاً لا تؤمن به !
علي الساده المقيمين في قلبي وضع شرايين الأمان عليهم جيداً تحسبا للهزات العنيفه التي يتلقاها فقد اصبح قلبي بؤره للزلازل .. فهو لن يحتمل هزة أخرى .. ولا يضمن لكم الثبات .
...
لا يسعني الوقت دوما كي التقط المزيد من الصور التي تذكرني بمن يتركوني ويذهبون إلي الضفه الأخرى
هذه مشكلتي مع من أحبهم !

...
يجري خلفي غاضباً وأنا أتعثر من الضحك عليه
يابابا ده ضربني
لو مابطلتوش خناق هتبقي ليلتكم سوده
سمعت جمله أبي وانا مختبيء كل لا أنام مرهقاً من الضرب .
..
علي فكره كفايه زعل إحنا لينا كتير متخاصمين .. حقك عليا .
أنظر له غاضباً وأقول في نفسي : ما انت كل مره علي كده .. لكن انا عارف إنك طيب وقلبك أبيض
تتحول نظرتي إلي عتاب وأقول : خلاص ماحصلش حاجه .
وبعد يومان عدنا كما كنا .. ولم يتغير شيء .

.....
إنت هتروح كتب كتاب أختك؟
مش عارف
إنت هتروح
برضه مش عارف
نسكت قليلاً
معلش ديه أختنا برضه ننسي زعلنا منها دلوقتي .. وكمان عشان الناس
تعالي نروح
يلا بينا .
....

في سياره الاسعاف يمكث طفلين يبكيان أبوهما كما لو كانوا في الخامسه
يرجوانه النهوض . وهو ساكناً هادئا مستريحاً .. يذهب إلي بيته الجديد.
لم نتذكر انا وهو أننا كنا علي خلاف .. لم نذكر أي شيء سوى رحيل أبانا
ولم نزل لا نصدق أن أبانا قد رحل .. رحل بلا رجعه.
...
دلوقتي إنتوا الي باقيين إنتوا رجاله .. خلوا بالكم من أمكم
مابقاش فاضل غيركم
..
إحساس مرير أن تشعر بالرجوله بعد موت أبوك.. وأي رجوله تشعرها بعد رحيل والدك ..
بعد إنهيار جدارك المنيع ..بعد أن يصبح ظهرك عاريا .. لم يعد هناك شيئا ..
تمزق قميصك الواقي من كل شيء .. ولم يبق شيء.
..
دلوقتي إنت أخونا الكبير وراجل البيت
...
إيه رأيك ؟؟
شوف الي عايز تعمله وإعمله طالما فيه المصلحه
برضه ماقولتش رأيك
ورأيي هيفيد بإيه .. أنا رأيي تحصيل حاصل وإنت صوتك من دماغك والي في دماغك بتعمله
برضه عايز أسمع رأيك
وبعد نقاش لساعات وخلاف .. برضه بينفذ الي في دماغه !

....
يا ترى هناكف في مين تاني ؟؟
هتخانق مع مين .. وهحس إني خايف علي مين ؟؟

..

والمشهد يتكرر للمره الثانيه
تصحو علي إتصال هاتفي لتجد الصوت من الناحيه الأخرى يقول لك : أخوك عمل حادثه ؟؟؟؟
لا تستوعب ما يقال فقط تحاول السيطره علي نفسك وتهرول لتتفقد ما حدث ولتتصرف .

فجأه وانت في طريقك إلي المستشفى يرن هاتفك مره أخري
البقاء لله .. البركه فيك.
...

جالسا أمام ثلاجه الموتي لا تشعر بشيء .. بل لا تشعر من الأساس.
حولك الكثيرين ,, لا يعرفون ماذا يقولون لك .
أيدي تربت علي كتفك وتقول كلمات لا تسمعها
كل ذلك يمر أمام عينيك ولا تشعر حتي بدموعك التي بللت التراب .
...

ثلاث وعشرين عاماً مروا وانت تراه أمامك.
لازالت لا تصدق ...
هل فنى ذلك الكيان ؟؟ هل مات الشباب والعنفوان وحب الحياه ؟؟؟
زال جدارك الثاني .
لم يعد لك شيئاً ولم يبق شيء.
دمعات مالحه حاره تسقط من بئر عينيك وعيونهم لتروي التربه ...
دمعات صادقه .. وأخري زائفه
حسره ترتسم علي الوجوه .. ووجوم وتصلب في وجوه أخري .
لا لم يحدث هذا .. لم يحدث إطلاقاً
إنه كابوس وسوف ينتهي حتماً ..
حتماً سينتهي.

...
لمره أخري في تلك السياره اللعينه في طريقه إلي بيته الجديد يتكرر حواري معه
تحدثت في المره الاولي مع والدي وهو راقد في سكينه وسكون
دار الحديث بيننا من دون كلمات .. وسرى وكأن كل المحيطين بي يسمعونه

والأن ذات الحديث مع أخي .
إنهض الأن وكفاك مزاحاً .
إنهض وعد إلي .. فأنا لا أحتمل هذا المزاح
فقط قل لي أنك مسافراً وستعود .. وسأنتظرك .
قل لي أي شيء .. إنهض بالله عليك
إستيقظ .. فقط إنهض .
...

إنت راجل البركه فيك .. خلي بالك من والدتك .
لم أمقت في حياتي مثل تلك الجمله .. يا ليتني ما حييت لأسمعها مرتين .
..

ومت لتعرف كم نحبك .. كم نحبك
مت لتعرف .. كيف يسقط قلبك الملئان فوق دعائنا رطبا جنيا .

كل ورد الأرض لا يكفي لعرشك
خفت الأرض إستدار ثم طارت كالحمامه في سمائك .

..
حاولنا نعيش لكن الدنيا طلعت أكبر مننا .
أما الدنيا ديه وهم كبير .. مقلب .. تفضل تعشمك وتكدب عليك عشان تعيش ولم تصدقها .. تموت !!
..
الظاهر إننا مالناش مكان في الدنيا .
الدنيا مش للي زينا.
...
لو كان نصيبك كل ما تلمس قلب يموتك .. قول يارب .
رب إني مسني الضر وأنت أرحم الراحمين.
...
ربنا افرغ علينا صبراً وثبت اقدامنا وانصرنا علي القوم الكافرين .
..
نفسي أقول اه .. بس مش قادر .. ولو قولتلها هتفيد بإيه !
يارب نفسه في ضحكه صغيره .. وبعدين يموت .
..
كيف أعبر عن الفجوه التي في صدري ربما تتقلص بمرور الأيام لكن سرعان ماتعود للإنفراج وتتسع من جديد في وحدتي كأنها رقعه تدل علي سقوط مذنب أو كأنها رصاصه في قلبي ..
..
تبا لذلك الحب الذي يجعلك تتعلق بالأخرين ثم يفارقون عالمنا .. فيتركونك ذبيحاً شريدا بلا رحماً يحتويك تفترش العراء ..
ترافق الحزن .. حتي الكلمات تذوب وتفقد خواصها ولا يكن لها داع ولا معنى .
..
وكأني كجزع شجرة أو كعود حطب حاول أحدهم تحطيمه فإنكسر نصفه وأبى نصفه الأخر أن ينكسر فاصبح
هشاً ليناً لا يحتمل خدشاً أخر ..
..
وإصبر علي ما أصابك إن ذلك من عزم الأمور 0
..

ربي ليس لي سواك كن معي ورد كيد الكائدين والشامتين وإنصرني علي العادين والظالمين ..
وحسبي الله ونعم الوكيل .
...
العمر لا ينتظر أحد !
..
وقلبه يمتحن ...
..
يارب إنت الونيس
طبطب عليا يارب في وحدتي وف شدتي
محتاجلك قوي ماتصدنيش ..قويني يارب ماتهزنيش
خليك معايا .. سامع بكايا
بقيت وحيد .. في دنيتك غريب
يارب يا صاحبي غير ماليش
لا مال ولا منصب
الدنيا ديه مركب
تعدي منها بكفن
وبــالي فيها ماتساويش
...
في البدء تشعر بحزنهم لأجلك .. وبمرور الوقت يعودون لحديثهم ولدنياهم ولإبتسامتهم .. ويبقي الحزن لك وحدك ..
من أجلك أنت .. ولا أحد سواك .. وكأن شيئا لم يحدث !
..

إن أسباب الوفاه كثيره من بينها وجع الحياه !
يارب أنا في إحتياج نورك عشان أعرف اوصلك .
وأن تري الشفقه في عيون الأطفال !!!
...
ولا شيء يعطر حياتنا يمد في مداها .. غير سيره عاشت هنا أكتر صاحبها ما عاش .
...
الورث الحقيقي مش فلوس .. الورث الحقيقي هو الحب والعزوه والناس الطيبه الي بيسيبهملك الراحل .
...

كان نفسي تكون معايا

...

أخويا ...
أنا عارف إنك أحسن مني .. وأصلح مني .. كان نفسي في يوم أقولك إنك كنت عظيم .. وعملت حاجات كتير
أبويا ماقدرش يعملها بحكم سنه ومرضه .
كان نفسي تكون صاحبي .. كان نفسي تحس قد إيه كنت بحبك وبخاف عليك .
انا عمري ما عرفت إيه إحساس الأب لم بيفقد إبنه .. لكن دلوقتي بس حسيت .. إن إبني مات !!!
ربنا يرحمك ويغفرلك ويعفو عنك ويغفر لأبويا .. ربنا يرحمكم ويعزكم ويستركم في الأخره زي ماستركم في الدنيا .

نسيت اقولك إني بحسدك.
ايوه بحسدك إنك شوفت أبويا وقاعد معاه .
بحسدك عشان إنت عند ربنا .. وديه أكتر حاجه مهونه عليا فراقكم ..
إنكم سيبتوا الزيف والكدب وروحتوا للحقيقه عند الرحيم العادل
فيه حد يروح عند ربنا ويزعل ؟؟

وحشتوني قوي
سلم علي ابويا كتير .. وقوله إني مفتقده قوي
بحبك وقول لأبويا إني بحبه قوي
ربنا يعفو عنكم ويرحمكم
ويقدرني أكون مكانكم

هزوركم دايما ومش هنساكم
وهزرع جنبكم شجره وورد وصبار
ربنا يسامحكم ..

18‏/05‏/2011

هل تصح المؤامره ؟؟


25 يناير .. ثوره شعب

عندما كنت أذهب إلى المظاهرات لم أكن أذكر أني مسلم وسيكون بجانبي مسيحي

لم أكن أدري إذا كان بجانبي شيعياً أو ملحداً .. لم أحسب لذلك

فقط كل ما كان في ذهني حينها أن الظلم مهما عظم وبدا هو الحق وهو الأكبر فإنها ليست الحقيقه

وكان لساني يردد بلا توقف : الظلم زهوق .. الله أكبر

نعم .. الله أكبر من كل شيء .. مهما يمهل فلا يغفل ولا يهمل .

عندما كنت في الميدان كنت أسير غاضبا مندداً بالظلم الذي دام الكثير ، في أوقات صلاتي كنت أتوضأ أو أتيمم وأصلي في الشارع وكنت أرى الكثير من غير المسلمين يقفون في صمت وإحترام لعبادتنا ، ربما أنت رأيت مثلي من خلع شاله أو معطفه ووضعه أمام أحد المصلين ليسجد عليه وأنت لا تنظر ولا تدري هل هذا مسلماً أم مسيحيا ً.

وكذلك نحن كنا نحيط بهم كما كانوا يحيطون بنا في صمت وهم يوقدون شموعهم ويبتهلون ويؤدون صلاواتهم .وربما تري من يمدهم بالشموع ويساعدهم في إشعالها دون أن تعرف إلى أي الطرفين ينتمي .

عندما كنت أجوب الشوارع مع الغاضبين مثلي نندد بغطرسه الحكومه ، كنا أوقاتاً نشبك ايدينا حتي نكون جداراً منيعاً أمام بطش الأمن وصده لنا ، ذلك الأمن الذي كان يحاول أن يسلبنا حقنا في الإعتراض ويقف حائلا بيننا وبين حريتنا .

لمحت حينها علي يميني مسلماً وعلي يساري مسيحياً يظهر الصليب علي يده ، كانت تلتحم أيدينا معا وشعارنا واحد : هو حريتنا ورفضنا لهذا النظام المستبيح للأرواح والدماء التي كرمها الله

وحرم علينا إهانتها وإستباحها وإزهاقها بغير حق .

كنا نأكل سويا ونغني سويا .. ونبكي علي الشهداء معاً ..ونقترض بعض العزم من بعضنا بعضاً

ونواسي بعضنا .. ونحمس بعضنا ونهون علي أنفسنا .. كان أحدنا ينام والأخر بجواره مستيقظا كي لا يعتدي عليه أحد

ثم نقوم معاً لنصد الهجمات الغادره.

لم أرى الكراهيه أو التفرق تحت أي رايه فقط كلنا تجمعنا علي الله

فقط كنا نقول : الله أكبر .

وعندما إنتهت ثورتنا علي الظلم وصراعنا مع من كان يسلبنا حقوقنا المشروعه ، لم نجد أحد لنتصارع معه

لأنه علي ما يبدو أننا وجدنا متعه في الصراع والمواجهه التي إفتقدناها كثيرا ً ..التفتنا إلي بعضنا

والقينا التهم علي بعضنا بعضاً وتفرقت وتصارعت الأيدي التي كانت متشابكه ومتحده علي الظلم

بعدما سقط قناع الظلم وسطوه الجلاد تقصمنا نحن دور الجلاد وشرعنا نجلد بعضنا البعض في نسيات أننا بشر

أو أننا جميعا مظلومين علي أرض واحده .

فبدلا من أن نتصدي للرعاع والخارجين عن القانون واللصوص الذين يستغلون ثورتنا ويتوارون خلفها وخلفنا

ليظهر الثوار بمظهر البلطجيه والمفسدين .. ولينا وجوهنا وفكرنا شطر فكره حرباً أهليه إن بدأت لن تنتهي

إلا بإحتراق مصر كلياً ، ولن يبقي أحد وسيكون هذا حينها هو عقاب الله لنا

لأننا حمقى ...

عندما ننظر لما يحدث نجد أنه لم يعد هناك حديثا سوى عن كاميليا شحاته تلك التي علمنا أنها إعتنقت الإسلام

وإحتجزتها الكنيسه ولا نعرف إن كان ذلك صحيحا أم لا ، ما يهمنا في هذا الأمر أن هذه المرأه مواطنه مصريه

لا يحق لأحد إحتجازها لأي سبب إن لم يكن مدعى عليها أو مدانه في إحدي الجرائم الجنائيه أو في دعوى مدنيه أو مدعى عليها في أي أمر أخر ، فمن حقها أن تخرج للناس وتفصح عن هويتها وتختار ما تريده أو ما تريد إعتناقه

من حقها أن تفصح عن هويتها أو تقول لنا ماهي الحقيقه .. وتختار ما تريد إعتناقه

وتخبرنا أنها لا تريد أحد أن يقتحم حياتها الشخصيه وحرمتها .. وتخبرنا إن كانت مازالت مسيحيه أم أصبحت مسلمه

لينتهي الجدل .. وتغلق هذه الصفحه للأبد .

لكن ماذا يحدث الأن، ما هذا الهزل الذي نراه في إمبابه ؟؟؟

هل من الطبيعي أن يحدث تناحر وبلبله وتشاجر من أجل أمرأه تدعى إختطافها ، وكيف نعلم بأنها

هي التي إتصلت ، وكيف نتأكد من شخصيتها ومن صحه كلامها ؟؟

هل نندفع بلا دليل ؟؟

هل يكون هناك قتلي وجرحى بالمئات من أجل حدث يمكن أن يكون إشاعه لا أكثر ؟؟

ففي قضيه كاميليا شحاته لم يحدث ذلك .. فلماذا يحدث الأن ؟؟

ولماذا يحدث في الوقت الذي تتم فيه المصالحه بين حركتي فتح وحماس ؟؟

ولماذا في ذات الوقت الذي يناقش فيه قرار فتح معبر رفح بصوره دائمه ؟؟

ولماذا يحدث بإقتراب موعد ما أسموه بالإنتفاضه الثالثه ؟؟

لا أعلم إن كنت ممن يصدق في نظريه المؤامره أم لا

لكن هل أنا ساذج حتي أفكر هكذا أو أوجه أصابع الإتهام إلي إسرائيل ؟؟؟

ربما أكون كذلك

لكن إذا تعقلنا وتكلمنا بهدوء سنجد أن المرأه التي تسببت في أحداث أمبابه لا تختلف عن حاله كاميليا

بل هي نفس الحاله ولكن في حاله الأخيره لم يحدث ذلك فقط تظاهرت الجماعه السلفيه أمام كاتدرائيه العباسيه من دون أن يحدث أي مشادات بين الطرفين فلماذا حدث ذلك الأن ؟؟ وما الذي تغير ؟؟؟

ومن وراء هذه الاحداث وتصعيدها وترتيبها بهذا الشكل ؟؟

يجب أن نتأكد أنه إن حدث إقتال طائفي أو حرب أهليه ستحترق مصر بمن فيها ، فالنار عندما تأكل لا تبقي شيئا

يجب الأن أن نبدأ في بحث جاد لأسباب كل ذلك وننتهي من وضع المسكنات المؤقته التي سرعان

ما يعود الألم وينفتح الجرح عندما ينتهي تأثيره .

فالفجوه يجب أن يعرف اسبابها وفاعليها ، ويجب أن يرأب هذا الصدع في سرعه حتي لا يعود مره أخري

في صوره فجوات وفجوات لا تنتهي حتي نهوى فيها جميعا ً .

إن بلادنا مطمع للجميع فهل نحافظ عليها أم نتعاون ونساعد من يريد خرابها ونتركه يعبث

بنا حتي يفنينا ويظفر بأرضنا ؟؟

لا أجبرك علي تصديق نظريه المؤامره ، لكن إذا القيت نظره فاحصه ستجد :

أن إسرائيل لا تريد تلك المصالحه المعقوده في مصر ، ولم تكن تريد الثوره المصريه من الأساس

وليس من مصلحتها حدوث أي ثورات في ارض العرب كافه .

وهي ترفض المصالحه لأنها كانت ترفض الإعتراف بالشرعيه لحركه فتح كحكومه رسميه يريدها الفلسطينيين وتعترف بحكومه فتح التي لا يريدها الشعب الفلسطيني مما يعني المزيد من الإقتتال الفلسطيني الفلسطيني ، لتتفرغ هي لبناء مستوطناتها وقتل المدنيين وتخريب فلسطين والظفر بأكبر قدر منها وتهجير وقتل مواطنيها .

وهم في غفله لا يبالون .

إن هذه المصالحه الحادثه في القاهره تعني رعباً لإسرائيل لأن بهذه المصالحه سيتكون إئتلافاً حكوميا

من فتح وحماس وعندئذ سيولون وجوههم شطر إسرائيل رافضين لعدوانها معاً ،

مما يعني بدايه الحرب والتصدي لعدوانها اللامنتهي .

فمن مصلحتها أن تنهي أو تعرقل تلك المصالحه حتي تفكر في أمراً جديدا تواجههم به ، فتثير النعرات في مصر حتي نلتفت اليها جميعا وننشغل في أنفسنا وننسي أمر المصالحه .

فإسرائيل تسعي دوما لإشعال النزاعات في الوطن العربي بأكمله بين فتح وحماس ، بين السنه والشيعه ، بين المسلمين والمسيحيين ، وتسعى إلي ذلك بكل الطرق الممكنه وغير الممكنه ، كما كان يفعل عدونا الداخلي حتي لا نتذكر ظلمه وعدوانه علينا فيلقي بعود ثقاب بين المسلمين والمسيحيين فينشغلوا ببعضهم ويتناسوه .

إن كل ذلك يعني بدايه النهايه لإسرائيل ، فهل يتوانى أحد في الدفاع عن غريزه بقائه ؟؟

إن حريه مصر وديموقراطيه شعبها وإرادتها الحره ليس من مصلحتها لأنها تعلم

أن تحرر مصر وجيرانها هو أولى الخطوات لصحوه الوطن العربي .

وتفتيت وحدتنا هي غايتهم

فهم يلعبون عليها دوما وإحداث فتن طائفيه في الوطن العربي بأسره هو مبتغاهم ....

فهل نتركهم ينجحون في ذلك ؟؟؟

قال تعالي :

وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعاً وَلاَ تَفَرَّقُواْ وَاذْكُرُواْ نِعْمَتَ اللّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاء فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِه

ِإِخْوَاناً

وَكُنتُمْ عَلَىَ شَفَا حُفْرَةٍ مِّنَ النَّارِ فَأَنقَذَكُم مِّنْهَا

كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ .. آل عمران103

وقال النبي صلي الله عليه وسلم : "ليس الشديد بالصرعة ؛ إنما الشديد مَن يملك نفسه عند الغضب "

وقال النبي ( ص) : لَا تَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ حَتَّى تُؤْمِنُوا ، وَلَا تُؤْمِنُوا حَتَّى تَحَابُّوا ،

أَوَلَا أَدُلُّكُمْ عَلَى شَيْءٍ إِذَا فَعَلْتُمُوهُ تَحَابَبْتُمْ؟

أَفْشُوا السَّلَامَ بَيْنَكُمْ " .رواه مسلم في صحيحه(54).

وقال السيد المسيح : أذا ضربك احد على خدك الايمن فأدر له الايسر

وقال أيضا : من كان منكم بلا خطيئة فليرمها بحجر

فيا قوم تأملوا وتعقلوا وحكموا عقولكم وإعلموا من هو صاحب المصلحه فيما يحدث

وتذكروا إننا إن ضيعنا حريتنا التي منحها الله لنا مره أخرى

سوف نهدم بيوتنا بأنفسنا وسيقتل بعضنا بعضا ، وحينها سيكون هذا هو عقاب الله لنا وسخطه علينا

وعلي حماقتنا .

16‏/05‏/2011

هل يوجد حريه دينيه ؟؟


لا يوجد حريه دينيه
نعم في مصر لا يوجد حريه دينيه
فمن يترك أتباعه من معتنقي نفس ديانته ويرتد إلي الضفه الأخرى أو إلى دين أخر غير الذي ينتمون اليه .. كلُُ يقيم عليه الحد بطريقته ...

إذا كان هناك مسلماً قد أرتد إلى دين أخر فتطبق عليه أحكام الرده
وإذا كان هناك مسيحياً إرتد عن دينه ودخل إلى دين أخر أو بالأحرى قد إعتنق الأسلام
فيختفي ولا تعرف الشمس ذاتها مكانه ..

إذا تكلمنا عن حد الرده في الإسلام فهو أمرا قاطع ليس به مجالاً للجدال , فكما أقول دوما أن أنه في مجال العقود التجاريه أن من يوقع علي عقد فإنه يكون عالماً تماماً وعلي درايه تامه نافيه للجهاله بما فيه وملماً بما جاء فيه ، ومن ثم إذا أراد أن يرجع في عقد البيع فإنه يلتزم بالشروط الجزائيه التي تدينه والموجوده فيه ،إذن لا يلومن إلا نفسه .

وكذلك هو الحال بالنسبه للإسلام فأنت قبل أن تعتنقه فأنت تعرفه أحكامه جيداً وتعلم ما العواقب التي ستقع عليك إن تركته لأن الدين ليس لعبه في يد أحد يلهو بها وقتما يشاء وعندما يمل منها أو لا تأتي علي هواه يتركها وكأن شيئاً لم يكن .

وإن إعترض صوتاً وقال من الممكن أن لا يكون علي علم بالعواقب فسأقول له إذن فــليخضع لقاعده
" الدين لا يحمي ولا يحمل مغفلين "

إذن فحد الرده شيء مسلم به حتي يكون كل شيء في نصابه ، وقبل أن تقدم علي خطوه كهذه لابد أن تكون مقتنعا بها تماماً
وإلا أفضل لك ألا تقدم عليها .

والمسيحيه في هذا الشأن تقوم بهذا الشيء بمنظورها فتطبق أحكام ردتها "بمعرفتها" فيختفي المتحول عنها إما خارج البلاد أو يكون في أحد الأديره التي لا يعرف عنها أو عنه أحد شيئاً سواهم وهو إما يموت أو يحتسب في تعداد الموتى .

إذا تكلمنا بحياد تام بعيداً عن منظوري كمسلم أو منظور غيري كمسيحي فلابد أن تكون هناك وقفه وبعض الكلمات الواعيه .

الدين :
الدين حاله قلبيه ، شيئاً بين العبد وربه ، وأنا قد إقتنعت تماما بما ذكره دكتور " مصطفي محمود " في أحد كتبه ، أن الدين حاله قلبيه وأن ما من أحد يستطيع أن يكرهك علي حب أو كره شيء رغما عنك ،
فمن الممكن أن يعذبك ، يصلبك ، يقتلك ، يهشم عظامك ، يجعلك تتمني الموت ولا تظفر به ، لكنه مهما حاول لن يستطيع أن يبدل عاطفتك أو يرغمك علي حب أو كره أي شيء دون رغبتك .
فالنفس حره ، فقد حررها الله وجعلها حره مهما حاولوا تسخيرها

وأضيف علي كلماته : أن الإيمان حاله قلبيه فلا يستطيع أي إنسان أن يجعلك تؤمن بما يؤمن به .
فداخلك يوجد السر ولن يطلّع عليه أحد سوى ربك مهما تطور العالم ومهما إبتكر من وسائل سيظل سرك الداخلي ملك لك وحدك ، لا يستطيع إخراجه أو الإطلاع علي حقيقته سوى خالقه.

وقد تكون مسيحياً أو مسلماً ولكن تخفي شيئا أخر في قلبك وفي داخلك غير ما يرونه في ظاهرك
فهل ستعرفون الحقيقه ؟
هل ستكتشفون صحه إدعاءاته من عدمها ؟
هل هناك جهاز لكشف كذب النوايا ؟؟؟

لا يوجد .. ولن يوجد
فما الذي يهمكم هنا باطن القلب أم ظاهر اللسان؟؟
لن تتأكدوا من أي شيء ولن تكتشفوا شيء
فقط لأن هذا شيئا خاصا .. شيفره معقده للغايه لا يشعر بها سوي مالكها وخالقها
إذن أستطيع أن أخدعكم وأقول لكم : لقد عدت عنما كنت أفكر فيه لقد كنت مسلوب الإراده عندما إعتنقت هذا الدين
وها أنا قد عدت اليكم.
هل صدقتم هذا ؟؟
نعم صدقتموه وبسهوله شديده
لأنكم لا تملكون شيئا أخر سوي التصديق .
بعض الولاء يصلح كل شيء
وبعض الإجتهاد ينسي ويمحي ما مضي .

فها هي كاميليا شحاته ووفاء قسطنطين وغيرهم وغيرهم سواء كان إسلامهم صحيحا أم إنها أكاذيب فهل لو كان إسلامهم صحيحا وبعد أن إستعادتهم الكنيسه وقالوا أنهم عادوا عن ما كانوا يفكرون به . هل إنتهى الأمر عند هذا الحد؟؟؟
وهل إن قتلتموهن هل خرج ما كان في قلوبهم وعادوا كما كانوا ، كما لو كان هاتفا
قمت بتهيئته فعاد كما جاء من المصنع ؟؟

وهل إن كان هناك مسلما قد تحول إلي أي دين أخر وحاولوا إعادته لما كان عليه أو ليطبق عليه حد الرده ،
هل خرج ما كان بداخله ؟؟
هل إنتهى الأمر عند هذا الحد ؟؟

فللأسف فإنك عندما تعذبني فأنت تؤكد لي أن ما ذهبت اليه صحيح وإلا لما عذبتني ؟؟

للأسف يا ساده .. نحن أخطاءنا في التأويل ...
فقد إنحرفنا عن دورنا الصحيح
فأصبحنا نبيد من يتحول عنا ، حتى لا تحدث فتنه ، ولا ننظر أو نسئل لماذا إرتد هذا إلي الجانب الأخر
نتناسى أنه علينا أولاً أن نقوم بالتوعيه الجيده والإفهام الصحيح لرسالتنا التي هي رساله الله
بإختلاف منظورنا إلي الله .

لكن المشهد أصبح الأن يذكرني بإستعراض قديم لدميه يقف علي جانبيها فردان كل منهما يحاول جذبها لجانبه ولناحيته
وفي النهايه ستهجر الطرفان وتبتعد عنهم أو ستتقطع أوصالها ، أو تموت !!!

فأولا : يجب أن يهتم رجال الدين من جميع الأطراف بتوعيه رعاياهم وإفهامهم عقيدتهم فهماً صحيحا حتي يختاروا إختياراً صحيح .. لا دين بالوراثه .. ولا بالإكراه .

لأن النهايه لا يعلمها إلا الله ، والحُكم والحساب لله العلي القدير ، هو العليم بما تضمر القلوب
وبما تخفي الصدور والنفوس
وهو من له القول الفصل فيما إختلفنا فيه .

فقبل أن تحاسبوا الضالين والتائهين علي إرتدادهم عنكم
حاسبوا أنفسكم أولاً
قبل أن تحاسبوا علي أنفسكم
وعلي غيركم

29‏/04‏/2011

ثورة حزن


الـــ ضحكه
لا كانت إبتسامه
زيها زي أي إبتسامه
تقدر تبين إن الفرح ليه علامه
جوه صوره ليهم .بينهم
كان وسطهم حاجه
بتقول إن فيه بينهم شيء مشترك
حاجه قويت عــ الزمن
وشوش.. صفات .. يمكن عادات
قدرت تجمعهم سنين
عرفت تخليهم قادرين
يوقفوا جري الزمن
ويلحموا شمس النهار
ويا قمر الكدابين

لكن الصور كان فيها مسافه
فضلوا يقربوا.. وكل ما يقربوا
رجلهم تقف في الصور عند كل حافه

كان كل شيء في الوجود
بيتنبأ بفراق العواميد للشارع
وكإنها ثوره للعواميد علي الشارع
حتي البنوته الماشيه خافت
لما ضاع منها الأمان
حست رهبه الإرتعاش
ف ضي قمر كان إنعكاسه خافت

حتي البيوت ساكنه بتنعي
عازف عليها الهوا لحن الفراغ
والبيت يشكي لجاره البيت
إن طعم الحيطان جواه ضاع
ولسه البيوت بتنعي
وبتدعي . يعود لها جو الونس
حتي تشم ..
ريحه عرق . دخان خبيز
قهوة المج ..ومسك الحج
كله إنسرق ..
من أخر مره جُوّفه إتكنس !

ربما كل الصور القديمه
فيها بحر أو خَضاّر . أو في الأماكن المنسيه
لكنهم المره ديه أصروا
يتصوروا في الشارع الطويل الفاضي
والعتمه بس هي الخلفيه
لحظه ما تتولد وقفه زمن ويموت الفلاش
ومن بعدها .. يموت أصحاب الصور
وتلقى البوم الصور عاش

إتفقوا يومها عـــ الخلود
كان كل شبر في الصور
بيقول تراتيل الغروب
صفحه جديده بتنطوي
وسط قدر علينا مكتوب
كان كل شيء قادر يختبي
إلا إبتسامه الحزن المتهمشه
حاربوا لاجل اللحظه ديه
لبسوا أحلى ما عندهم
ضحكوا كما لم يضحكوا قبل كده
كان فرحهم مالي دمهم
والحزن برضه كان ماشي موازي
في الأورده
وطالع من ورا العيون
دمعه وخوف وضحكه متكرمشه

وزي ما تكون أخر وقفه بالزمن
لما إتخانقوا مع عقرب الثواني والساعات
الأول إستسلم وهاجر
والتاني كان مستنيه الممات
والتالت فضل مكانه
التجاعيد ملت أحزنه
وعمره ضاع ويا متاهات
وإبيضت عينيه من الحزن
وهمه كظيم
وتعمل إيه يا صبر
قصاد الفراق العظيم

فضل صابر ساكت عنيد
كما الشارع لا طلعت عليه شمس الليل
ولا حتي رجعتله العواميد

28‏/03‏/2011

ذكري رحيل ثانيه


رحلتي من الشك إلي الإيمان
الفصل الثالث ( الروح)

تمكث في الثالثه بعد منتصف الليل في حجرته بالمستشفي تقرأ السطور في تركيز شديد نظراً للوحده والعزله والسكون اللائي يحطن بك .

جالساً أمام سريره تقرأ قليلاً ثم تنظر اليه من حين لأخر ، وأنت تعلم في داخلك ما الذي يحدث ، ولكنك تكذب حدسك .
مازلت تنظر اليه في قلق صامت ، وتعود إلي الكلمات وتنتقل عينيك رغماً عنك اليه .

تقرأ السطور وكأنك تمسك بكتاب الغيب بين يديك ، وكأنها الرساله التي أُرسلت اليك من العالم الأخر
لتقّرئك السلام والختام والنهايه .

تشرد قليلاً ثم تنهض وتقترب منه وتنظر اليه ساكنا بلا حراك.
تنظر الي صدره لتتأكد أن عيناك تراه يعلو ويهبط في إنتظام أو في خلل مايهم أن تري حركه .
تضع يدك أمام أنفه لتتأكد أنه مازال حياً ، وتضع أذنك علي صدره لتتحسس النبضات ، فتطمئن ولا تطمئن
وتعود مره أخرى إلي كتابك.

" إنك لن تشعر بالموت مره واحده ، بل إنك سوف تجرب الموت في كل مره تتعلق فيها بروح ثم تتركك هذه الروح وترحل "

وهذه الحياة الداخلية الحرة يختص بها الإنسان دون الجماد
وهذه النفس التي يملكها تتصف بصفات مختلفة مغايرة لصفت الجماد..فهنا نحن أمام وحدة لا امتداد لها في المكان..
هي الـ ((أنا)) تتصف بالحضور و الديمومة و الشخوص و الكينونة و المثول الدائم في الوعي .. ثم هي تفرض نفسها على الواقع الخارجي و تغيره .. و تفرض نفسها على الجسد و تحكمه و تقوده و تعلو على ضروراته .. فتفرض عليه الصوم و الحرمان اختياراً . بل قد تقوده إلى الموت فداء و تضحية .. مثل هذه النفس لا يمكن أن تكون مجرد ناتج ثانوي من نواتج الجسد و ذيلاً تابعاً له و مادة تطورت منه . مثل هذه النظريات المادية لا تفسر لنا شيئاً .. و إنما لا بد لنا أن نسلم ، النفس عالية على الجسد متعالية عليه و أنها من جوهر مفارق لجوهر ، فهي في واقع الأمر تستخدم الجسد كأداة لأغراضها و مطية لأهدافها كما يستخدم العقل المخ مجرد توصيلة أو سنترال .
و لا بد أن يتداعى إلى ذهننا الاحتمال البديهي من أن هذه النفس لا يمكن أن يجري عليها ما يجري على الجسد من موت و تآكل و تعفن بحكم جوهرها الذي تشعر به متصفاً بالحضور و الديمومة و الشخوص في الوعي طوال الوقت .. فلا تتآكل كما يتآكل الجسد و لا هي تقع كما يقع الشعر و لا هي تبلى كالأسنان .
و إنه لأمر بديهي تماماً أن نتصور بقاءها بعد الموت .

ثلاثين ساعه من اليقظه تجلس ساكناً صامتا تنتظر اللاشيء ، أو تنتظر أحد الخبرين إما سعيداً وإما مميتا ً.
سويعات تشعر أن الدمعات ترتحل من عينيك بلا رجعه ، ترجوها وتتوسل اليها ولكن بلا جدوي .

شعورك بالعجز يفنيك ، تود لو كنت تستطيع أن تعطي لمن تحبهم كل شيء حتي نفسك وروحك ووجودك فقط لو أنهم يبقون .

الإنتظار هو أبغض من تراه في الصبر ، هو مايجعلك تريد وقوع المصيبه وينتهي كل شيء ولكن لا تنتظر وقوعها .

ترحل والطرقات تمحو كل خطوه لك وكأنها تقول لك .. لا تعود .
لا فائده فقد أمر الله ، ولا راد لقضائه .

الغيوم تسير خلفك تكسو السماء بالشفق الاسود ، تكتسي برداء الحداد .
القطط تصدر أصواتا ً جنائزيه .. حزينه .. بارده .. قاسيه .. خاليه من الشفقه.
الشوارع تصنع لحذائك اصداء ترن في أذنيك لتقول لك : لتكن هذه هي المره الأخيره
فلا فائده من مجيئك .

"الموت : هو الوخزه التي تصيب الجسد فيرتعش غضباً فتخرج الروح لتعبر عن ثورتها وتقتص ممن وخزها ولكنها لا تعود فتستسلم لمن وخزها وتستقر في ضيافته .

سرت أحمل هذا الكفن في يدي ، لم أكن أتخيل أني سأحمله يوما ً .
بل وإشتريته بيدي ، سحقتي يا يدي قبل أن تفعلي ذلك .

فماذا يا دموعي ؟؟
حتي الأن تتخلين عني ولا تريدين راحتي .
ماذا تنتظرين وأنتي تشاهديني أتمزق وأوئد بعض أجزائي بيدي ؟؟؟
ما الذي بقي بعد أن دفنت نصف قلبي ؟؟ فقلبي قد بكا نزفاً فماذا عنكِ؟

" إن أسباب الوفاة كثيره ، من بينها وجع الحياه " درويش

تقف بجانب الكثيرين لا تعرف من هم ، لماذا يقفون ، وماذا ينتظرون .
وجوه يكسوها الدموع ويملئوها الحزن ، ويستعمرها الأسى ، ولا تفهم أو تستوعب ماذا حدث ؟؟؟

لماذا ينظرون اليك هكذا ؟؟؟

غشاء علي عينيك ، ستار علي عقلك ، خدراً يغزو حواسك ، تصلب يسيطر علي قدميك ، مسلوب الإراده ، لا تعرف إن كنت حياً أم ميتاً.
تشعر كأنك لازلت تقف منتظراً بين فاصل الحياه والموت .

عائدا تجر قدميك تاره ، وتاره يجرك من بجانبك ، تشعر لأول مره بما يشعره الكفيف ، تشعر وكأنك ملقي علي رصيف وحيداً شريداً كطفل صغير ضاعت منه أمه في الزحام . منزعجاً كطفل خرج لتوه من الرحم ، ولكن لا تستوعب !
كأنك تجري في طريق طويل ليس له نهايه .
كابوس مرير طال أمده.
تتمني لو تغمض جفنيك فينتهي كل شيء .
وتستيقظ لتري أن شيئاً لم يحدث ، وأن كل شيء علي ما يرام.
لكن حتي الكابوس كان قاسياً . تركك لتعاني ويلات الواقع

" أوقات يكون الواقع أشد بشاعه وألما من الخيال "

...........................

أمر بجانب التقويم وأنظر إلي التاريخ فكان يعبر عن أمراً أذكره جيداً ، نعم أذكره بكل وضوح كأنه حدث اليوم .
إنه الثامن والعشرين من شهر مارس
الذكري الثانيه لوفاة والدي . . .

لا أصدق أن عامان قد مرا بسرعه كجوادين يتسابقان .
ولا أصدق أيضا أني مازالت علي قيد الحياه ، ربما أضحك لكي أتناسى ، ولا يعلم أحداً ما وقر في قلبي من حزن.

" لا تحسبن رقصي بينكم طرباً .. فقد يرقص الطير مذبوحاً من الألم"

نعم مازالت علي قيد الحياه ، والوقت يمر .

والألم يصبح خافتاً شيئاً فشيئا ، والحزن باقٍ .

" حقا الأيام كفيله أن تنسيني كل ذكري سيئه مرت بي ، ويوماً بعد يوم تخف حدتها ، فالذكرى السعيده أنساها ولكني أشتاق اليها ولكن لا أشعر بنفس لذتها ، والذكرى المؤلمه أنساها ولكني أذكرها يوماً ، ولكن لا أشعر بنفس مرارتها وحدتها "

وكذلك يمر الوقت وتسير الحياه ، ولازلت أنظر إلي الساعه والتقويم وأتمني أن يتوقفا عن النبض إلي الأبد .


رحمك الله يا والدي وغفر لك والحقك بالصالحين.



12‏/03‏/2011

"شمس الجمعه "


يوم ما طلعت شمس الجمعه

إفتكرت يوم القيامه

الي بلدنا فيه من سنين

إفتكرت قّّسم الخيانه

الي بيحلفه كل المسئولين

يومها شوفت الجنه في الميدان

لمست إن شعبنا ماعرفش يوم الأحزان

لقيت الورد من غير لون

وإتصبغ بنهر الدم المقدس

لقيت قنابل بتفجر ضحكتها

لما بتحرر روح المؤمن


عرفت إننا لسه بخير

لما إتشّبكت إيد الشيخ والمقًّدس


كانت جوايا بذور الشك

مرويه بمطر اليأس

لكني كنت كما دكتور نسا

مؤمن بولاده ثوره من البدايه

ثوره ميلاد صرخه.. خارجه من رحم الموت

كنت مؤمن

أيوه مؤمن بالله وبالثوره

لكني كافر

أيوه كافر بالغباء

كافر باليأس وخيانه الأتفاق


عصيت لما قالوا حرام الثوره ع الحاكم

هو السكوت ع الظلم بقي عباده ؟؟


سديت وداني ونزلت علي الميدان

ماخفتش لما قالوا لو نزلت هتموت

قالوا خراب .. قالوا سراب

قلتلهم مش أي حد يقدر يدوق الأحلام


وإنت؟؟

وإنت ساكت وإصطنعت الصمم

صبيت للجبن جواك هرم

حابس نفسك في الكرار

وفي الفضا سبقتك الأمم

ولسه زي ما إنت ساكت

ويوم ما نطقت ..خونتني

سّبحت وسجدت للجلاد

وهتزعل عليه لو مات

وهتفرح لو قتلتني


ووقفنا في معبد الألهه

كل واحد عنده حكم

قالوا: إقتلوه .. إحرقوه .. إشنقوه أو إجلدوه

وأخر أحكامكم : قولتوا ده خاين لازم بره البلد ترموه


لكن ربنا العادل

كشف كيدكم العظيم

وهزم الاحزاب .. ونصر عبيده

لأنكم عاجزين

كنتوا ألهه مزيفين .. وكل شيء بأمره وبإيده


ورجعت الأرض من الغاصب

رجعت طارحه ورود شهيده علي الحريه

ناس إنطفي عمرهم علي الأرض

ورجعوا كما النجوم في السما

ضحوا بشموع عمرهم

لاجل ما ضيكم يبان

لاجل تعرفوا معني البطوله

وتحكوا التاريخ لكل ذريه


إيه قيمه حياتنا

لو عايشينها كما التماثيل الشمع


إيه قيمه عينينا

لو غميناها وحجبنا عنها الحقيقه


تفتكروا لو كان جوانا روح

تعيش حره تطير

ولا تكون كما الضل

محبوس تحت النيون

بتنطفي وتختفي لو إنطفي فوق منها ضيه

وترجع لو رجع نوره يبقي ليها مطرح

ويبقي السؤال

يالي تقول نبقي نرجع نثور تاني

هي العروض بتبقي كل يوم في المسرح


.............

شكرا لكل الناس الي سألت وأنا غايب

حمد الله علي سلامتي بقي

:))

20‏/02‏/2011

أشياء مريبه وحُكم بالريموت كنترول




لا تصالح
..

لا تصالح علي الدم .. حتى بدم

هكذا قالها أمل دنقل بالأمس

قرأت من خلال الأحداث الجاريه بعض الأراء والتحليلات والتصورات عن ما يحدث ، فكان لابد أن أعود إلي الوراء قليلا ، وتحديداً أعود حتي خطاب التنحي الاخير للرئيس مبارك ، فكانت الكلمات كالتالي :

" أيها المواطنون في هذه الظروف العصيبه التي تمر بها البلاد قرر الرئيس محمد حسني مبارك تخليه عن منصب رئيس الجمهوريه وكلف المجلس الأعلي للقوات المسلحه لإداره شئون البلاد।


كانت هذه هي الكلمات التي القاها علينا السيد عمر سليمان رئيس جهاز المخابرات وهو متشبعا بالأسي والحسره .

ولكن ليس هذا هو الشي الهام في الخطاب ولكن ماذا نسمي هذا الخطاب ؟؟

هل هو خطاب تنحي أم تخلي ؟؟

سيقول لي أحدكم : وما الفرق إذن ؟

أقول ما الحكمه في أن يصاغ الخطاب بلفظه تخلي ولا تنحي ؟؟

هل هذا من أجل خروج الرئيس بشرف وكبرياء ولياقه من منصبه ؟؟

أم ماذا ؟

وليست هذه هي الاسئله المثاره فحسب

ولكن أيضا لماذا يمكث الرئيس وعائلته في شرم الشيخ ؟؟ إن كان هذا الكلام صحيحاً

لماذا إتخذ النائب العام قرارات بتجميد الأرصده والمنع من السفر وفتح التحقيقات مع عدد من الوزراء والمسئولين دون البعض الأخر ؟؟

بل كيف يتم التحقيق من كثير من المسئولين السابقين وترك كبيرهم ؟؟

هل هذا التصرف مثل ما فعله سيدنا إبراهيم عندما حطم جميع الاصنام في المعبد وترك كبيرهم لأنه لا يضر ولا ينفع ؟؟

فهل هذا الكبير هنا لا يضر ولا ينفع ؟؟ وهل حطم النائب العام والقوات المسلحه جميع الاصنام؟؟

فإن سلمنا بتاريخه وجهوده المضنيه من أجل الوطن ولا يجوز التحقيق معه او تجميد أرصدته إجلالاً له ، فماذا بشأن نجليه السيد علاء والسيد جمال ، وماذا بشأن زوجته السيده سوزان مبارك وأخيها ؟؟

لماذا مازال جهاز أمن الدوله موجود بالرغم من ثبوت تورطه وإنتهاكاته ؟؟

لماذا مازالت أغلب الوزاره السابقه موجوده في الطاقم الوزاري الذي يترأسه السيد أحمد شفيق ؟؟

لماذا لم يتم التحقيق مع السيد فتحي ( موافقات ) سرور ، والافعي القاتله صفوت الشريف ؟؟

إذا كانت الحصانه رفعت عن أعضاء مجلس الشعب والشوري لأن المجلسين قد تم حلهما ، لماذا يحاكم البعض وتترك الرؤوس المفكره والمدبره ؟؟؟

إذا ذكرنا التحقيق مع نجلي الرئيس وزوجته ليس بوصفهم أقرباء الرئيس بل بوصفهم شاغلي مناصب في الدوله وأصحاب إستثمارات فيها فلماذا لم يحاكموا وسرى عليهم ما سرى علي الرئيس من عدم المساس به ؟؟

هذا لا يعني إلا شيئا واحداً :

أن الرئيس مبارك مازال الحاكم الفعلي المستتر للبلاد ، الذي لا يظهر لنا !!!

ولم تتم محاكمته أو مسائله أحدهم لأن الحصانه مازالت تصحبهم .

وعلي الأرجح مازال هناك إتصالات بين مبارك وشفيق ، ومبارك وعمر سليمان ، ومبارك والقوات المسلحه !!!!

فماذا يعني ذلك ؟؟

وماذا يحدث لنا ؟؟

ومن يتلاعب بنا ويراوغنا ؟؟

هل نحن كالكلب الذي تلقى له عظمه فينشغل بها وينسي أن هناك لصا يتسلل مره أخري إلي المنزل ؟؟

إن المطلب الاساسي كان سقوط النظام ورأس النظام ، فما الذي يحدث الأن؟؟

وماذا خلف الكواليس ؟؟

الطاقم الوزاري كما هو وكذلك جهاز أمن الدوله ، الرئيس مبارك لما يغادر ولم تتم مسائلته بشأن أي شيء وكذلك عائلته عادت إلي مصر مره أخري واحداً تلو الأخر، نري الوساوس تنهال علينا بالتسامح والغفران وعدم التفكير في محاسبه أحد ، كما نري حشود تخرج عرفانا بالجميل للرئيس ، تشويه أغلب الشخصيات الموجوده علي الساحه ووصفها بالخيانه والعماله ومحاوله نشر الفضائح والاكاذيب والفساد بشأنها حتي نشعر وكأن لم يعد هناك من يصلح لتولي أي منصب سواهم وأننا شعرنا بالتيه والإنفلات والبلبله من دونهم .

التلاعب بمشاعر وعاطفه الناس ونشر الأخبار الكاذبه بدايه من مرض الرئيس وشجار نجليه وإكتئابه وعزوفه عن الطعام والغيبوبه التي تلازمه ، إنتهاءاً بموته .

ألا يذكركم هذا الأسلوب باشخاص بعينهم ؟؟

ألا تذكركم تلك الطريقه القديمه بطرق نعلمها ونألفها جيدا ؟؟

إنها أشياء علي غرار فجّر كنيسه لضرب الوحده الوطنيه لتتزرع بالفتنه لبقاء القمع وقانون الطواريء والارهاب !

قم بإلهاء الشعب بمباراه لكره القدم أو بهذه المطربه او الممثله الملتهبه أو بتلك الفضيحه حتي تبعد أنظارهم عنا وتحولها لمسار أخر حتي يتناسوا ما يجري !!

بماذا ينبيء هذا ؟؟

أعتقد أن هذا ينبأنا بعوده الفارس الاسود الذي خاب أمله في إعتلاء العرش ويجدد محاولاته المستميته من جديد لحصوله عليه ، وليس هذا ببعيد ولا مستحيل .

ومعناه أننا مازالنا نحكم بالريموت كنترول عن بُعد !

كل هذه الأسئله بلا إجابه

لا نشكك في نزاهه وجهود القوات المسلحه أو النائب العام

ولكن هناك إجراءات سريعه يمكن أن تتخذ لإزاله توتر وتوجس الشارع المصري الذي لم ينسي ولم يفيق بعد من ثورته .

نحن في إنتظار هذه الإجابات عبر بيانات محدده واضحه وقرارات صريحه صارمه بهذا الشأن .

وإلا عدنا مره أخري إلي الميدان

فكما قلت سابقا لا يجوز الترميم لبنايه متصدعه ومقسومه لشقين ، ولا يجوز البناء علي الرديم

فإحباط الثوره يلوح في الأفق والإنتهازيين والفاسدين مازالوا متربصين ورابضين لعودتهم مره أخري من جديد ، وعلي الذي يقول كفانا يجب أن نعطي فرصه لقواتنا المسلحه لإتخاذ تدابيرها

أوافقه علي أن تتخذ هذه القرارات السابقه بكل سرعه وجديه دون محايله الشعب بعظمه فرص العمل وزياده الأجور وإزاله بعض رؤوس الفساد ومحاكمه أخرين .

لابد من إثبات حسن النيه لدي القيادات التي إعتدنا منها ذلك .

وإلي هذا الإشعار يجب أن نعود مره أخري لنذكرهم بأننا لم ننسي ثورتنا ولن ننام حتي تنفذ مطالبنا

فإما أن ننتصر في حرب بلادنا ، أو يفتح باب الشهاده من جديد ، فلا وقت لدينا الأن فهناك من يخطط ويدبر من وراء ظهورنا

وجاءت الساعه المرتقبه من جديد

والميدان ينتظرنا .

15‏/02‏/2011

ثوره الشباب والشهداء


25/1/2011

11/2/2011


لا أعلم منذ متي وقد تركز في ذهني حلم الهجره

ربما بعد أن إنتهت محاولاتي المستميته في الدفاع عن مصر ، عندما كنت أحاول أن أثبت بكل عصبيه أنها مازالت تنبض

ولكني وصلت إلي تلك المرحله التي يجب أن أفيق فيها من أكاذيب نفسي وأقول بصراحه تامه كلمه الزعيم الراحل

سعد زغلول : مفيش فايده !!!


قبل يوم الخامس والعشرين من يناير كنت أتحدث مع صديق فسألني : هل ستذهب إلي الإعتصام او المظاهره ؟؟

كانت الإجابه صعبه بحق علي شخص لم يؤمن أو يفكر بالنزول إلي أيه مظاهره ليس خوفا بقدر ماهو يأسً وفقدان لأي أمل في التغيير ، فقد مرت كوارث علي بلادنا الحزينه ولم تحرك لأبنائها ساكناً ، وكثرت الإعتصامات في السنوات الأخيره ولكن بلا جدوي ، فلا حياه فينا .. ولا أحد يسمع ليلبي النداء .


فقلت له : لا أعلم ولكن ربما أفكر جديا في هذا

كان ذلك صعباً عليه هو أيضا لأنه مثلي لم يذهب من قبل أو يفكر في الإنضمام إلي مظاهره ولكن جوابه كان حاسم ، فقال أنه سيذهب ، كنت أنا أترنح حائراً بين رغبتين حماسي الذي يدفعني للذهاب ، وترددي لحدسي الذي يصدق دائما بأن ذلك سيفشل !


حسمت أمري قبل ذلك اليوم وعزمت علي الذهاب ، وبالفعل ذهبت ولكني عدت محملاً بالسخط والإحباط أجر أذيال الخيبه ولسان حالي يقول: حتي في المره الوحيده التي أصدق فيها هذه البلد .. تخيب ظنوني أيضا !

فقد صدمت من هذا الكم الهائل من السلبيه واللامبالاه التي رأيتها في محافظتي ( إلا من أعداد قليله من اليوم الاول ولم أعرف مكانهم حتي ألحق بهم .إحقاقا للحق ) وعدت من جديد أردد:


مفيش فايده.


ترقبت حينها ما يحدث في ميدان التحرير هؤلاء الشباب البواسل الذين لم يخافوا أو يتراجعوا أمام كيد الأمن وفقدان صوابه .

فلم يكن هذا غريبا علي منظومه كامله من الفساد ، تحمي عرش الحاكم وتدعم أعمده إمبراطوريتها الفاسده بالقمع والفتك والدماء .


تحدت إراده الشعب الذي فاق صبره صبر أيوب ، فسيدنا أيوب صبر علي مرضه وفقره طويلا لأن ذلك كان أمراً إلاهيً لا يستطيع أحدا ً كشف الضر عنه سوي مُّنزله فلم يكن بيديه إلا الحمد والشكر والصبر والدعاء .


أما شعب مصر فقد صبر علي كل الأسقام والأمراض التي يمكن أن تفتك بأي أمه كــ سم الكبرى في أقصي وقت ،وكان هذا الشعب يتوارى بعيدا وحيداً يبكي متألما خلف جدار ، دون أن يشعر به أحد إلا هو .


لم أصدق وأنا أري ذلك في شاشات التلفاز

مظاهرات حاشده في ميدان التحرير

مظاهرات في الإسكندريه .. حشود في السويس والمنصوره والمحله وغيرهم من المحافظات الأخرى ، إلي أن وصل ذلك إلي الصعيد ، ففي ذلك الوقت فقط علمت معني فروق التوقيت !


ثمانيه عشر يوما من النضال عشت فيها جميع المشاعر الإنسانيه

لم أصدق ذلك النضال والثبات والمثابره وصدق الرغبه في التغيير ، والرغبه في الصلاح والإصلاح ، رأيت مشهداً يجسد ذلك الفأر الصغير الذي ينتزع طعامه من فم الأسد ذو المخالب ، ويصمد الفأر حتي عندما غرس الأسد مخالبه وأسنانه فيه ، لازال صامدا مُصّراً علي إنتزاع حقه المهضوم .


لم أصدق أني أرى شبابا ً يراهم الناس مدللين " وفافي " شباب لا واعي ولا مبالي ، يفتحون صدروهم للموت، وكأنهم يقفون في إنتظار أمطار من الرصاص المطاطي والحي ورياح القنابل المسيله للدموع ، لم أصدق صمودهم أمام البلطجيه والمجرمين والمساجين ، لم أصدق إستكمالهم لما بدأوه حتي وإن صدمتهم سيارات الإطفاء والأمن المركزي والهيئات الدبلوماسيه والقناصين الذين يسقطوهم كأوراق الخريف الذابله ، لم أصدق وأنا أري حب الحياه وزهورها يتساقطن في أحضان الموت بكل سعاده وشوق للشهاده .


لم أتعجب بعدها عندما قاوموا هؤلاء المأجورين المؤيدين للنظام لتفريقهم وتشتيت جمعهم لأني كنت قد إعتدت علي بسالتهم وصمودهم .

وقلت حينها جمله واحده : عندما توضع في إختبار حقيقي .. ستعرف حينها ما الذي يجب عليك فعله ، وما الذي يجب عليك إختياره .

وكنت أدعو الله وأقول: يارب يا حق يا عدل يا قوي ، يا من بيدك كل شيء ، يا من بأمرك أن تقول لشيء كن فيكون ، أنصر الحق وأزهق الظلم .


رأيت ما يحدث في لحظه الكبر والكبرياء الزائف ، عندما يتملك الكبر من شخص ، علمت أنه يضحي بكل من حوله في سبيل أنانيته ، لايضحي من أجل الجماعه ، بل يطيح بالجميع من أجل بقائه .

يا للألهه التي تمتليء بها بلادنا

يا لتلك الغطرسه المميته

ألهذه الدرجه شهوه السلطه تعمي القلوب وتسلب الشخص إنسانيته فيدوس علي الجميع من أجلها ، وينسي أنه في النهايه يعمل من أجل من دمرهم ؟؟


11/2/2011 يوم التنحي

في ذلك اليوم لا أعلم لماذا شعرت بغضب الله ، وأن إنتقامه قادم وفرجه في طريقه الينا من دعائنا وصبرنا وإيماننا به .

بعد خطاب التنحي ووسط فرحتنا التي لا تصدق ، لا أعلم لماذا شعرت أن الله يضحك ، أعلم أن ذلك يمكن أن يكون حرام لكن هذا ما شعرت به بحق في تلك اللحظه .


عندما رأيت الفرحه تملأ العيون لم أكن أراها في عيني كامله ولا في أعينهم ، فعلمت أن الجزء المفقود من الفرحه حزين علي الشهداء ، تذكرتهم وتذكرهم جميع من كان في الثوره وبكي عليهم ودعا لهم وشعرت أن هذه الثوره لم تنجح رغم سلميتها إلا بدم هؤلاء الشهداء الذين أناروا دروبنا ورسموا مستقبلنا بدمائهم التي من غيرها لم تكن هناك ثوره .


هؤلاء الذين كنا نتمني أن يظلوا معنا ليروا ما صنعوه ، ليروا مصر التي تمنوها ورغبوا بالعيش فيها ، مصر التي تضمهم أحضانها في حياتهم ، ويضمهم ترابها في مماتهم .


لكنهم حاضرين معنا يحتفلون معنا ، لازالت أذكر كل إبتسامه هادئه إرتسمت علي وجه كل واحد منهم ، لازالت أري أمام عيني ذلك الشريط السينمائي الذي يعرض صورهم ، لا يبرح عيني ولا يفارقها تلك الوجوه الشابه الجميله الحالمه الطيبه التي تختزن القوه والمثابره والخير والجمال وحب الحياه .


لأ أعلم لماذا عندما أنظر الي صورهم أشعر وكأن شيئا في داخلي يربت علي أكتافهم ويقول لهم : أحسنتم فأنتم نعم المخلوقات التي خلقها الله لتكون الشراره التي تضيء الفنار ، والسلف الذي يضحي بنفسه ليشق طريق الخلف ، أنتم نعم من يعمر الأرض .


أما أصدقائي في التحرير وفي باقي المحافظات

فإني حقا أشعر بالفخر لمعرفتكم ، فأنتم عيني التي كانت ترى ما يحدث وتتألم ، وأذني التي تسمع الحقيقه وتميزها عن الأكاذيب ، وقلبي الذي كان يوزع الحنان علي كل من في الميدان ، ويخفق بشده خوفاً عليكم ، وجسدي الذي يئن كلما تألم أو تأذي أحد منكم ، أنتم حدسي الذي صدق كعادته ، وهمتي التي كانت تساندكم في كل لحظه .


أشعر بالسعاده حقا عندما أراكم وأحكي لمن حولي عنكم ، فإني سعيد وفخور بكم إلي أقصي درجه ، فأنتم نعم الشباب الذي يهل المستقبل علي يديه ، ويرسم الكرامه علي جبين الأمه ، وأنتم من يكمل مسيره الحريه التي توقف عندها أجدادنا


فهاهي تهل نسائم الحريه


فقد طال إنتظاري للحريه التي لم أراها منذ ولدت ، بعد يأسي لم أكن أتخيل أو أأمل يوما أن أرتشف مذاق الحريه ، أو أن يغزو عبير الكرامه أنفي ، أو أن تسري رعشه الانتماء في جسدي من جديد.


وها هي شمس الإنسانيه والحريه تشرق من جديد .


...


وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ

صدق الله العظيم


أسئلكم الفاتحه والدعاء للشهداء