15‏/02‏/2011

ثوره الشباب والشهداء


25/1/2011

11/2/2011


لا أعلم منذ متي وقد تركز في ذهني حلم الهجره

ربما بعد أن إنتهت محاولاتي المستميته في الدفاع عن مصر ، عندما كنت أحاول أن أثبت بكل عصبيه أنها مازالت تنبض

ولكني وصلت إلي تلك المرحله التي يجب أن أفيق فيها من أكاذيب نفسي وأقول بصراحه تامه كلمه الزعيم الراحل

سعد زغلول : مفيش فايده !!!


قبل يوم الخامس والعشرين من يناير كنت أتحدث مع صديق فسألني : هل ستذهب إلي الإعتصام او المظاهره ؟؟

كانت الإجابه صعبه بحق علي شخص لم يؤمن أو يفكر بالنزول إلي أيه مظاهره ليس خوفا بقدر ماهو يأسً وفقدان لأي أمل في التغيير ، فقد مرت كوارث علي بلادنا الحزينه ولم تحرك لأبنائها ساكناً ، وكثرت الإعتصامات في السنوات الأخيره ولكن بلا جدوي ، فلا حياه فينا .. ولا أحد يسمع ليلبي النداء .


فقلت له : لا أعلم ولكن ربما أفكر جديا في هذا

كان ذلك صعباً عليه هو أيضا لأنه مثلي لم يذهب من قبل أو يفكر في الإنضمام إلي مظاهره ولكن جوابه كان حاسم ، فقال أنه سيذهب ، كنت أنا أترنح حائراً بين رغبتين حماسي الذي يدفعني للذهاب ، وترددي لحدسي الذي يصدق دائما بأن ذلك سيفشل !


حسمت أمري قبل ذلك اليوم وعزمت علي الذهاب ، وبالفعل ذهبت ولكني عدت محملاً بالسخط والإحباط أجر أذيال الخيبه ولسان حالي يقول: حتي في المره الوحيده التي أصدق فيها هذه البلد .. تخيب ظنوني أيضا !

فقد صدمت من هذا الكم الهائل من السلبيه واللامبالاه التي رأيتها في محافظتي ( إلا من أعداد قليله من اليوم الاول ولم أعرف مكانهم حتي ألحق بهم .إحقاقا للحق ) وعدت من جديد أردد:


مفيش فايده.


ترقبت حينها ما يحدث في ميدان التحرير هؤلاء الشباب البواسل الذين لم يخافوا أو يتراجعوا أمام كيد الأمن وفقدان صوابه .

فلم يكن هذا غريبا علي منظومه كامله من الفساد ، تحمي عرش الحاكم وتدعم أعمده إمبراطوريتها الفاسده بالقمع والفتك والدماء .


تحدت إراده الشعب الذي فاق صبره صبر أيوب ، فسيدنا أيوب صبر علي مرضه وفقره طويلا لأن ذلك كان أمراً إلاهيً لا يستطيع أحدا ً كشف الضر عنه سوي مُّنزله فلم يكن بيديه إلا الحمد والشكر والصبر والدعاء .


أما شعب مصر فقد صبر علي كل الأسقام والأمراض التي يمكن أن تفتك بأي أمه كــ سم الكبرى في أقصي وقت ،وكان هذا الشعب يتوارى بعيدا وحيداً يبكي متألما خلف جدار ، دون أن يشعر به أحد إلا هو .


لم أصدق وأنا أري ذلك في شاشات التلفاز

مظاهرات حاشده في ميدان التحرير

مظاهرات في الإسكندريه .. حشود في السويس والمنصوره والمحله وغيرهم من المحافظات الأخرى ، إلي أن وصل ذلك إلي الصعيد ، ففي ذلك الوقت فقط علمت معني فروق التوقيت !


ثمانيه عشر يوما من النضال عشت فيها جميع المشاعر الإنسانيه

لم أصدق ذلك النضال والثبات والمثابره وصدق الرغبه في التغيير ، والرغبه في الصلاح والإصلاح ، رأيت مشهداً يجسد ذلك الفأر الصغير الذي ينتزع طعامه من فم الأسد ذو المخالب ، ويصمد الفأر حتي عندما غرس الأسد مخالبه وأسنانه فيه ، لازال صامدا مُصّراً علي إنتزاع حقه المهضوم .


لم أصدق أني أرى شبابا ً يراهم الناس مدللين " وفافي " شباب لا واعي ولا مبالي ، يفتحون صدروهم للموت، وكأنهم يقفون في إنتظار أمطار من الرصاص المطاطي والحي ورياح القنابل المسيله للدموع ، لم أصدق صمودهم أمام البلطجيه والمجرمين والمساجين ، لم أصدق إستكمالهم لما بدأوه حتي وإن صدمتهم سيارات الإطفاء والأمن المركزي والهيئات الدبلوماسيه والقناصين الذين يسقطوهم كأوراق الخريف الذابله ، لم أصدق وأنا أري حب الحياه وزهورها يتساقطن في أحضان الموت بكل سعاده وشوق للشهاده .


لم أتعجب بعدها عندما قاوموا هؤلاء المأجورين المؤيدين للنظام لتفريقهم وتشتيت جمعهم لأني كنت قد إعتدت علي بسالتهم وصمودهم .

وقلت حينها جمله واحده : عندما توضع في إختبار حقيقي .. ستعرف حينها ما الذي يجب عليك فعله ، وما الذي يجب عليك إختياره .

وكنت أدعو الله وأقول: يارب يا حق يا عدل يا قوي ، يا من بيدك كل شيء ، يا من بأمرك أن تقول لشيء كن فيكون ، أنصر الحق وأزهق الظلم .


رأيت ما يحدث في لحظه الكبر والكبرياء الزائف ، عندما يتملك الكبر من شخص ، علمت أنه يضحي بكل من حوله في سبيل أنانيته ، لايضحي من أجل الجماعه ، بل يطيح بالجميع من أجل بقائه .

يا للألهه التي تمتليء بها بلادنا

يا لتلك الغطرسه المميته

ألهذه الدرجه شهوه السلطه تعمي القلوب وتسلب الشخص إنسانيته فيدوس علي الجميع من أجلها ، وينسي أنه في النهايه يعمل من أجل من دمرهم ؟؟


11/2/2011 يوم التنحي

في ذلك اليوم لا أعلم لماذا شعرت بغضب الله ، وأن إنتقامه قادم وفرجه في طريقه الينا من دعائنا وصبرنا وإيماننا به .

بعد خطاب التنحي ووسط فرحتنا التي لا تصدق ، لا أعلم لماذا شعرت أن الله يضحك ، أعلم أن ذلك يمكن أن يكون حرام لكن هذا ما شعرت به بحق في تلك اللحظه .


عندما رأيت الفرحه تملأ العيون لم أكن أراها في عيني كامله ولا في أعينهم ، فعلمت أن الجزء المفقود من الفرحه حزين علي الشهداء ، تذكرتهم وتذكرهم جميع من كان في الثوره وبكي عليهم ودعا لهم وشعرت أن هذه الثوره لم تنجح رغم سلميتها إلا بدم هؤلاء الشهداء الذين أناروا دروبنا ورسموا مستقبلنا بدمائهم التي من غيرها لم تكن هناك ثوره .


هؤلاء الذين كنا نتمني أن يظلوا معنا ليروا ما صنعوه ، ليروا مصر التي تمنوها ورغبوا بالعيش فيها ، مصر التي تضمهم أحضانها في حياتهم ، ويضمهم ترابها في مماتهم .


لكنهم حاضرين معنا يحتفلون معنا ، لازالت أذكر كل إبتسامه هادئه إرتسمت علي وجه كل واحد منهم ، لازالت أري أمام عيني ذلك الشريط السينمائي الذي يعرض صورهم ، لا يبرح عيني ولا يفارقها تلك الوجوه الشابه الجميله الحالمه الطيبه التي تختزن القوه والمثابره والخير والجمال وحب الحياه .


لأ أعلم لماذا عندما أنظر الي صورهم أشعر وكأن شيئا في داخلي يربت علي أكتافهم ويقول لهم : أحسنتم فأنتم نعم المخلوقات التي خلقها الله لتكون الشراره التي تضيء الفنار ، والسلف الذي يضحي بنفسه ليشق طريق الخلف ، أنتم نعم من يعمر الأرض .


أما أصدقائي في التحرير وفي باقي المحافظات

فإني حقا أشعر بالفخر لمعرفتكم ، فأنتم عيني التي كانت ترى ما يحدث وتتألم ، وأذني التي تسمع الحقيقه وتميزها عن الأكاذيب ، وقلبي الذي كان يوزع الحنان علي كل من في الميدان ، ويخفق بشده خوفاً عليكم ، وجسدي الذي يئن كلما تألم أو تأذي أحد منكم ، أنتم حدسي الذي صدق كعادته ، وهمتي التي كانت تساندكم في كل لحظه .


أشعر بالسعاده حقا عندما أراكم وأحكي لمن حولي عنكم ، فإني سعيد وفخور بكم إلي أقصي درجه ، فأنتم نعم الشباب الذي يهل المستقبل علي يديه ، ويرسم الكرامه علي جبين الأمه ، وأنتم من يكمل مسيره الحريه التي توقف عندها أجدادنا


فهاهي تهل نسائم الحريه


فقد طال إنتظاري للحريه التي لم أراها منذ ولدت ، بعد يأسي لم أكن أتخيل أو أأمل يوما أن أرتشف مذاق الحريه ، أو أن يغزو عبير الكرامه أنفي ، أو أن تسري رعشه الانتماء في جسدي من جديد.


وها هي شمس الإنسانيه والحريه تشرق من جديد .


...


وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ

صدق الله العظيم


أسئلكم الفاتحه والدعاء للشهداء



ليست هناك تعليقات: