02‏/01‏/2011

هلال العيد


الإسكندريه.. ليله رأس السنه

كان هذا قبل بدايه العام الجديد بدقائق حيث قرر " عمر وماريا " الزواج برغم أنف الجميع .
برغم ثوره الأهل من الجانبين
برغم أنف الكنيسه والشيوخ الذين عارضوا ذلك
فقد تركا كل شيء خلفهما ، وتركوا كل التقاليد الباليه تذهب إلي الجحيم .

فجلسا أمام البحر السكندري يتمني كل منهم للأخر عاماً سعيد يقضونه سويا .
فقالت بإبتسامه هادئه : عاما سعيدا يا عمر ، أي شيء لا يساوي شيئا أمام حبك

فقال لها : عزيزتي .. عاما أجمل عليكي .. كل عاما وأنتي أغلي من كل شيء.. وأي شيء
وفي تلك اللحظه سمعا صوت عربات الشرطه والأسعاف تهرول في الشوارع

فسألا أحد الماره فقال لهم: أن كنيسه القديسين قد إنفجرت
فنظرا إلي بعضهم بعضا في توجس وساد الصمت لحظه
فسمعت رنين هاتفها فأخرجته من حقيبتها وما أن سمعت ما قيل لها حتي سالت دمعه علي خدها غير شاعره بها
وفي نفس اللحظه وصله هو الاخر خبرا عبر هاتفه أفقده صوابه لبرهه
فقالت له : لقد مات أبي في إنفجار الكنيسه !!
فقال لها : لقد مات أخي الاصغر في ذات الانفجار !!
فحاول أن يتحامل علي نفسه وقال لها: أنا أسف

فقالت له: إبتعد عني .. فأنتم من فجرتهموها .. أنتم من قتلتم والدي .
فقال لها : ماتقوليه غير صحيح .أين عقلك من هذا .. لقد مات أخي أيضا
.إن من فعل هذا ليس مسلما ولا مصريا !!
فقالت له : إبتعد عني .. فإني أري الدماء تسيل من يديك .. حمقاء أنا عندما تحديت أهلي لكي أتزوجك.

ثم صاحت في غضب هستيري: إبتعد عني .. إبتعد عني
فحاول أن يوضح لها الأمر أكثر ولكن بلا جدوي ، ثم هرولت إلي الشارع وإستقلت تاكسي
وإنطلق مسرعا إلي مكان الحادث
وأخد هو التاكسي الذي يليه .
...
من بدايه الشارع مظاهره وهتافات وغضب .. ثم إنقلب المشهد إلي شجارأً
وعراكا بين المسلمين والمسيحيين الغاضبين


........................

نهايه أخري

فسألا أحد الماره : فقال لهم بأن كنيسه القديسين قد إنفجرت
فأخرج كل منهم هاتفه وإتصلا بأهلهم
فإرتسمت الفاجعه علي وجوههم فقال : لقد مات أخي
وقالت هي : لقد مات أبي .. ثم سقطت مغشيا عليها

" قيدوا شموع الوفا .. في ذكري كل شهيد .. من كل عمر طفا .. نور هلال العيد"

تسير كل عائلات الضحايا ، يحمل كل منهم جثمان فقيده ليقوموا بدفنه.. ويعزي كل منهم الاخر،
لا أحد لديه إستيعابا ليري ما إذا كان من يعزيه مسلما أم مسيحيا .

حشداً كبيرا من الناس يملئون شوارع القاهره ويحملون القرأن والصليب عاليا ويتقدمهم " عمر وماريا "
يحمل هو كفناً أبيض وتحمل هي كفناً أسود
يتوجهون إلي قصر الرئاسه.

" ادي الهلال .. مع الصليب .. بينادوا لكل حبيب"

تمت

.....
انا عارف إنه مش وقت قصص لكن فيه مغزي من ورا القصه
يارب يوصل

الاغنيات من ذاكرتي من عرض مسرحي قديم أقيم في قصر ثقافه بلدنا

وأخيرا برسل التعازي لأهالي الضحايا المسيحيين والمسلمين
وبقول إننا مش محتاجين أي شيء عشان نثبت إننا كلنا مصريين
بدون النظر لمين مسلم ومين مسيحي
وإن المسلم الي بيقتل بيعبر عن نفسه مش عن الاسلام
والمسيحي الي بيقتل بيعبر عن نفسه مش عن المسيحيه
ربنا يحمي البلد ديه من كل متعصب ماعندوش دين
وفي النهايه هختم بأيات القرأن الكريم

قال الله تعالي :


من قتل نفساً بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنّما قتل النّاس جميعاً ومن أحياها فكأنّما أحيا النّاس جميعاً.. المائدة
صدق الله العظيم