20‏/02‏/2011

أشياء مريبه وحُكم بالريموت كنترول




لا تصالح
..

لا تصالح علي الدم .. حتى بدم

هكذا قالها أمل دنقل بالأمس

قرأت من خلال الأحداث الجاريه بعض الأراء والتحليلات والتصورات عن ما يحدث ، فكان لابد أن أعود إلي الوراء قليلا ، وتحديداً أعود حتي خطاب التنحي الاخير للرئيس مبارك ، فكانت الكلمات كالتالي :

" أيها المواطنون في هذه الظروف العصيبه التي تمر بها البلاد قرر الرئيس محمد حسني مبارك تخليه عن منصب رئيس الجمهوريه وكلف المجلس الأعلي للقوات المسلحه لإداره شئون البلاد।


كانت هذه هي الكلمات التي القاها علينا السيد عمر سليمان رئيس جهاز المخابرات وهو متشبعا بالأسي والحسره .

ولكن ليس هذا هو الشي الهام في الخطاب ولكن ماذا نسمي هذا الخطاب ؟؟

هل هو خطاب تنحي أم تخلي ؟؟

سيقول لي أحدكم : وما الفرق إذن ؟

أقول ما الحكمه في أن يصاغ الخطاب بلفظه تخلي ولا تنحي ؟؟

هل هذا من أجل خروج الرئيس بشرف وكبرياء ولياقه من منصبه ؟؟

أم ماذا ؟

وليست هذه هي الاسئله المثاره فحسب

ولكن أيضا لماذا يمكث الرئيس وعائلته في شرم الشيخ ؟؟ إن كان هذا الكلام صحيحاً

لماذا إتخذ النائب العام قرارات بتجميد الأرصده والمنع من السفر وفتح التحقيقات مع عدد من الوزراء والمسئولين دون البعض الأخر ؟؟

بل كيف يتم التحقيق من كثير من المسئولين السابقين وترك كبيرهم ؟؟

هل هذا التصرف مثل ما فعله سيدنا إبراهيم عندما حطم جميع الاصنام في المعبد وترك كبيرهم لأنه لا يضر ولا ينفع ؟؟

فهل هذا الكبير هنا لا يضر ولا ينفع ؟؟ وهل حطم النائب العام والقوات المسلحه جميع الاصنام؟؟

فإن سلمنا بتاريخه وجهوده المضنيه من أجل الوطن ولا يجوز التحقيق معه او تجميد أرصدته إجلالاً له ، فماذا بشأن نجليه السيد علاء والسيد جمال ، وماذا بشأن زوجته السيده سوزان مبارك وأخيها ؟؟

لماذا مازال جهاز أمن الدوله موجود بالرغم من ثبوت تورطه وإنتهاكاته ؟؟

لماذا مازالت أغلب الوزاره السابقه موجوده في الطاقم الوزاري الذي يترأسه السيد أحمد شفيق ؟؟

لماذا لم يتم التحقيق مع السيد فتحي ( موافقات ) سرور ، والافعي القاتله صفوت الشريف ؟؟

إذا كانت الحصانه رفعت عن أعضاء مجلس الشعب والشوري لأن المجلسين قد تم حلهما ، لماذا يحاكم البعض وتترك الرؤوس المفكره والمدبره ؟؟؟

إذا ذكرنا التحقيق مع نجلي الرئيس وزوجته ليس بوصفهم أقرباء الرئيس بل بوصفهم شاغلي مناصب في الدوله وأصحاب إستثمارات فيها فلماذا لم يحاكموا وسرى عليهم ما سرى علي الرئيس من عدم المساس به ؟؟

هذا لا يعني إلا شيئا واحداً :

أن الرئيس مبارك مازال الحاكم الفعلي المستتر للبلاد ، الذي لا يظهر لنا !!!

ولم تتم محاكمته أو مسائله أحدهم لأن الحصانه مازالت تصحبهم .

وعلي الأرجح مازال هناك إتصالات بين مبارك وشفيق ، ومبارك وعمر سليمان ، ومبارك والقوات المسلحه !!!!

فماذا يعني ذلك ؟؟

وماذا يحدث لنا ؟؟

ومن يتلاعب بنا ويراوغنا ؟؟

هل نحن كالكلب الذي تلقى له عظمه فينشغل بها وينسي أن هناك لصا يتسلل مره أخري إلي المنزل ؟؟

إن المطلب الاساسي كان سقوط النظام ورأس النظام ، فما الذي يحدث الأن؟؟

وماذا خلف الكواليس ؟؟

الطاقم الوزاري كما هو وكذلك جهاز أمن الدوله ، الرئيس مبارك لما يغادر ولم تتم مسائلته بشأن أي شيء وكذلك عائلته عادت إلي مصر مره أخري واحداً تلو الأخر، نري الوساوس تنهال علينا بالتسامح والغفران وعدم التفكير في محاسبه أحد ، كما نري حشود تخرج عرفانا بالجميل للرئيس ، تشويه أغلب الشخصيات الموجوده علي الساحه ووصفها بالخيانه والعماله ومحاوله نشر الفضائح والاكاذيب والفساد بشأنها حتي نشعر وكأن لم يعد هناك من يصلح لتولي أي منصب سواهم وأننا شعرنا بالتيه والإنفلات والبلبله من دونهم .

التلاعب بمشاعر وعاطفه الناس ونشر الأخبار الكاذبه بدايه من مرض الرئيس وشجار نجليه وإكتئابه وعزوفه عن الطعام والغيبوبه التي تلازمه ، إنتهاءاً بموته .

ألا يذكركم هذا الأسلوب باشخاص بعينهم ؟؟

ألا تذكركم تلك الطريقه القديمه بطرق نعلمها ونألفها جيدا ؟؟

إنها أشياء علي غرار فجّر كنيسه لضرب الوحده الوطنيه لتتزرع بالفتنه لبقاء القمع وقانون الطواريء والارهاب !

قم بإلهاء الشعب بمباراه لكره القدم أو بهذه المطربه او الممثله الملتهبه أو بتلك الفضيحه حتي تبعد أنظارهم عنا وتحولها لمسار أخر حتي يتناسوا ما يجري !!

بماذا ينبيء هذا ؟؟

أعتقد أن هذا ينبأنا بعوده الفارس الاسود الذي خاب أمله في إعتلاء العرش ويجدد محاولاته المستميته من جديد لحصوله عليه ، وليس هذا ببعيد ولا مستحيل .

ومعناه أننا مازالنا نحكم بالريموت كنترول عن بُعد !

كل هذه الأسئله بلا إجابه

لا نشكك في نزاهه وجهود القوات المسلحه أو النائب العام

ولكن هناك إجراءات سريعه يمكن أن تتخذ لإزاله توتر وتوجس الشارع المصري الذي لم ينسي ولم يفيق بعد من ثورته .

نحن في إنتظار هذه الإجابات عبر بيانات محدده واضحه وقرارات صريحه صارمه بهذا الشأن .

وإلا عدنا مره أخري إلي الميدان

فكما قلت سابقا لا يجوز الترميم لبنايه متصدعه ومقسومه لشقين ، ولا يجوز البناء علي الرديم

فإحباط الثوره يلوح في الأفق والإنتهازيين والفاسدين مازالوا متربصين ورابضين لعودتهم مره أخري من جديد ، وعلي الذي يقول كفانا يجب أن نعطي فرصه لقواتنا المسلحه لإتخاذ تدابيرها

أوافقه علي أن تتخذ هذه القرارات السابقه بكل سرعه وجديه دون محايله الشعب بعظمه فرص العمل وزياده الأجور وإزاله بعض رؤوس الفساد ومحاكمه أخرين .

لابد من إثبات حسن النيه لدي القيادات التي إعتدنا منها ذلك .

وإلي هذا الإشعار يجب أن نعود مره أخري لنذكرهم بأننا لم ننسي ثورتنا ولن ننام حتي تنفذ مطالبنا

فإما أن ننتصر في حرب بلادنا ، أو يفتح باب الشهاده من جديد ، فلا وقت لدينا الأن فهناك من يخطط ويدبر من وراء ظهورنا

وجاءت الساعه المرتقبه من جديد

والميدان ينتظرنا .

15‏/02‏/2011

ثوره الشباب والشهداء


25/1/2011

11/2/2011


لا أعلم منذ متي وقد تركز في ذهني حلم الهجره

ربما بعد أن إنتهت محاولاتي المستميته في الدفاع عن مصر ، عندما كنت أحاول أن أثبت بكل عصبيه أنها مازالت تنبض

ولكني وصلت إلي تلك المرحله التي يجب أن أفيق فيها من أكاذيب نفسي وأقول بصراحه تامه كلمه الزعيم الراحل

سعد زغلول : مفيش فايده !!!


قبل يوم الخامس والعشرين من يناير كنت أتحدث مع صديق فسألني : هل ستذهب إلي الإعتصام او المظاهره ؟؟

كانت الإجابه صعبه بحق علي شخص لم يؤمن أو يفكر بالنزول إلي أيه مظاهره ليس خوفا بقدر ماهو يأسً وفقدان لأي أمل في التغيير ، فقد مرت كوارث علي بلادنا الحزينه ولم تحرك لأبنائها ساكناً ، وكثرت الإعتصامات في السنوات الأخيره ولكن بلا جدوي ، فلا حياه فينا .. ولا أحد يسمع ليلبي النداء .


فقلت له : لا أعلم ولكن ربما أفكر جديا في هذا

كان ذلك صعباً عليه هو أيضا لأنه مثلي لم يذهب من قبل أو يفكر في الإنضمام إلي مظاهره ولكن جوابه كان حاسم ، فقال أنه سيذهب ، كنت أنا أترنح حائراً بين رغبتين حماسي الذي يدفعني للذهاب ، وترددي لحدسي الذي يصدق دائما بأن ذلك سيفشل !


حسمت أمري قبل ذلك اليوم وعزمت علي الذهاب ، وبالفعل ذهبت ولكني عدت محملاً بالسخط والإحباط أجر أذيال الخيبه ولسان حالي يقول: حتي في المره الوحيده التي أصدق فيها هذه البلد .. تخيب ظنوني أيضا !

فقد صدمت من هذا الكم الهائل من السلبيه واللامبالاه التي رأيتها في محافظتي ( إلا من أعداد قليله من اليوم الاول ولم أعرف مكانهم حتي ألحق بهم .إحقاقا للحق ) وعدت من جديد أردد:


مفيش فايده.


ترقبت حينها ما يحدث في ميدان التحرير هؤلاء الشباب البواسل الذين لم يخافوا أو يتراجعوا أمام كيد الأمن وفقدان صوابه .

فلم يكن هذا غريبا علي منظومه كامله من الفساد ، تحمي عرش الحاكم وتدعم أعمده إمبراطوريتها الفاسده بالقمع والفتك والدماء .


تحدت إراده الشعب الذي فاق صبره صبر أيوب ، فسيدنا أيوب صبر علي مرضه وفقره طويلا لأن ذلك كان أمراً إلاهيً لا يستطيع أحدا ً كشف الضر عنه سوي مُّنزله فلم يكن بيديه إلا الحمد والشكر والصبر والدعاء .


أما شعب مصر فقد صبر علي كل الأسقام والأمراض التي يمكن أن تفتك بأي أمه كــ سم الكبرى في أقصي وقت ،وكان هذا الشعب يتوارى بعيدا وحيداً يبكي متألما خلف جدار ، دون أن يشعر به أحد إلا هو .


لم أصدق وأنا أري ذلك في شاشات التلفاز

مظاهرات حاشده في ميدان التحرير

مظاهرات في الإسكندريه .. حشود في السويس والمنصوره والمحله وغيرهم من المحافظات الأخرى ، إلي أن وصل ذلك إلي الصعيد ، ففي ذلك الوقت فقط علمت معني فروق التوقيت !


ثمانيه عشر يوما من النضال عشت فيها جميع المشاعر الإنسانيه

لم أصدق ذلك النضال والثبات والمثابره وصدق الرغبه في التغيير ، والرغبه في الصلاح والإصلاح ، رأيت مشهداً يجسد ذلك الفأر الصغير الذي ينتزع طعامه من فم الأسد ذو المخالب ، ويصمد الفأر حتي عندما غرس الأسد مخالبه وأسنانه فيه ، لازال صامدا مُصّراً علي إنتزاع حقه المهضوم .


لم أصدق أني أرى شبابا ً يراهم الناس مدللين " وفافي " شباب لا واعي ولا مبالي ، يفتحون صدروهم للموت، وكأنهم يقفون في إنتظار أمطار من الرصاص المطاطي والحي ورياح القنابل المسيله للدموع ، لم أصدق صمودهم أمام البلطجيه والمجرمين والمساجين ، لم أصدق إستكمالهم لما بدأوه حتي وإن صدمتهم سيارات الإطفاء والأمن المركزي والهيئات الدبلوماسيه والقناصين الذين يسقطوهم كأوراق الخريف الذابله ، لم أصدق وأنا أري حب الحياه وزهورها يتساقطن في أحضان الموت بكل سعاده وشوق للشهاده .


لم أتعجب بعدها عندما قاوموا هؤلاء المأجورين المؤيدين للنظام لتفريقهم وتشتيت جمعهم لأني كنت قد إعتدت علي بسالتهم وصمودهم .

وقلت حينها جمله واحده : عندما توضع في إختبار حقيقي .. ستعرف حينها ما الذي يجب عليك فعله ، وما الذي يجب عليك إختياره .

وكنت أدعو الله وأقول: يارب يا حق يا عدل يا قوي ، يا من بيدك كل شيء ، يا من بأمرك أن تقول لشيء كن فيكون ، أنصر الحق وأزهق الظلم .


رأيت ما يحدث في لحظه الكبر والكبرياء الزائف ، عندما يتملك الكبر من شخص ، علمت أنه يضحي بكل من حوله في سبيل أنانيته ، لايضحي من أجل الجماعه ، بل يطيح بالجميع من أجل بقائه .

يا للألهه التي تمتليء بها بلادنا

يا لتلك الغطرسه المميته

ألهذه الدرجه شهوه السلطه تعمي القلوب وتسلب الشخص إنسانيته فيدوس علي الجميع من أجلها ، وينسي أنه في النهايه يعمل من أجل من دمرهم ؟؟


11/2/2011 يوم التنحي

في ذلك اليوم لا أعلم لماذا شعرت بغضب الله ، وأن إنتقامه قادم وفرجه في طريقه الينا من دعائنا وصبرنا وإيماننا به .

بعد خطاب التنحي ووسط فرحتنا التي لا تصدق ، لا أعلم لماذا شعرت أن الله يضحك ، أعلم أن ذلك يمكن أن يكون حرام لكن هذا ما شعرت به بحق في تلك اللحظه .


عندما رأيت الفرحه تملأ العيون لم أكن أراها في عيني كامله ولا في أعينهم ، فعلمت أن الجزء المفقود من الفرحه حزين علي الشهداء ، تذكرتهم وتذكرهم جميع من كان في الثوره وبكي عليهم ودعا لهم وشعرت أن هذه الثوره لم تنجح رغم سلميتها إلا بدم هؤلاء الشهداء الذين أناروا دروبنا ورسموا مستقبلنا بدمائهم التي من غيرها لم تكن هناك ثوره .


هؤلاء الذين كنا نتمني أن يظلوا معنا ليروا ما صنعوه ، ليروا مصر التي تمنوها ورغبوا بالعيش فيها ، مصر التي تضمهم أحضانها في حياتهم ، ويضمهم ترابها في مماتهم .


لكنهم حاضرين معنا يحتفلون معنا ، لازالت أذكر كل إبتسامه هادئه إرتسمت علي وجه كل واحد منهم ، لازالت أري أمام عيني ذلك الشريط السينمائي الذي يعرض صورهم ، لا يبرح عيني ولا يفارقها تلك الوجوه الشابه الجميله الحالمه الطيبه التي تختزن القوه والمثابره والخير والجمال وحب الحياه .


لأ أعلم لماذا عندما أنظر الي صورهم أشعر وكأن شيئا في داخلي يربت علي أكتافهم ويقول لهم : أحسنتم فأنتم نعم المخلوقات التي خلقها الله لتكون الشراره التي تضيء الفنار ، والسلف الذي يضحي بنفسه ليشق طريق الخلف ، أنتم نعم من يعمر الأرض .


أما أصدقائي في التحرير وفي باقي المحافظات

فإني حقا أشعر بالفخر لمعرفتكم ، فأنتم عيني التي كانت ترى ما يحدث وتتألم ، وأذني التي تسمع الحقيقه وتميزها عن الأكاذيب ، وقلبي الذي كان يوزع الحنان علي كل من في الميدان ، ويخفق بشده خوفاً عليكم ، وجسدي الذي يئن كلما تألم أو تأذي أحد منكم ، أنتم حدسي الذي صدق كعادته ، وهمتي التي كانت تساندكم في كل لحظه .


أشعر بالسعاده حقا عندما أراكم وأحكي لمن حولي عنكم ، فإني سعيد وفخور بكم إلي أقصي درجه ، فأنتم نعم الشباب الذي يهل المستقبل علي يديه ، ويرسم الكرامه علي جبين الأمه ، وأنتم من يكمل مسيره الحريه التي توقف عندها أجدادنا


فهاهي تهل نسائم الحريه


فقد طال إنتظاري للحريه التي لم أراها منذ ولدت ، بعد يأسي لم أكن أتخيل أو أأمل يوما أن أرتشف مذاق الحريه ، أو أن يغزو عبير الكرامه أنفي ، أو أن تسري رعشه الانتماء في جسدي من جديد.


وها هي شمس الإنسانيه والحريه تشرق من جديد .


...


وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ

صدق الله العظيم


أسئلكم الفاتحه والدعاء للشهداء