19‏/07‏/2010

إنها الوحده


في شرفه غرفتي أجلس متفردا بوحدتي ،غارقا في الهدوء الذي لاتقطعه سوي نغمات الموسيقي العذبه المحببه الي نفسي
أجلس علي ذات المقعد في الثالثة بعد منتصف الليل أترقب السحب العابره المسافره المتشبعه
بلون الشفق الاحمر وكأن السماء تحولت إلي لوحه زيتيه أو تشعر كأنها ورده كالدهان !!
متراخيا تنظر إلي السماء والهواء يتلاطم في وجهك ويمتليء منه صدرك وأنفك ورئتيك ،
بتلك البروده التي تخفف من بروده جسدك ويخفق لها قلبك ،
وكأن الهواء يعلم بإستحقاقك للنسمات ويدفع لك تعويضا عن تعدي شمس النهار عليك

في وحده اتأمل . نعم إنها الوحده ، فما أجملها وأنت تشعر بأن كل ما تريده وكل الناس يجتمعون في مخيلتك
دون أن يفرض أحدهم وجوده عليك ، يالها من وحده عذبه، ويا لسيل الذكريات والحنين إلي الماضي
الذي تتدرجه علي كل نغمه من السلم الموسيقي للمعزوفه التي تسمعها . فما أجمل أن تعيش الاختلاط في وحده !!

عازفا انا عن الذهاب إلي الماء ، ذلك البحر الذي فض الناس بكارته وتركوه يحمل بالمخلفات سفاحا،
والصخب الذي يملأ كل مكان تشوها وذلك الزحام الخانق الذي يسحب الهواء من أنفك
ويضغط علي رئتيك في ساديه قائلا " النفس ده بتاعي يا أخ " !!

فتزهد في الهواء كله وتلفظه ، وتشعر بالتيه بين وقع الاقدام والبصمات والبسمات والوجوه
فتعود إلي عالم الظلام في شرفتك !!
إنه حقا عالمك الخاص الذي تستمتع فيه بنصيبك الوافر من الهواء وتحظى فيه بقدحا ساخنا من القهوه التي تزيد إنتعاشك مع الهواء.

وفي خلوتك وإنفرادك بنفسك ليلا وفي الظلام تشعر وكأن الشرور إنتهت من العالم
وتنظر من الاعلي فلا تري إلا الكلاب والقطط الضاله تتمنى أن تحظي بوجبه عشاء هنيئه ،
وتشعر كأن هناك رسائل شفريه للعشاق تنتقل وانت تسمعها بوضوح من دون صوت

وكأن كل شيء يوحي بالهدوء والسكون والسكينه
وصوت تسابيح الذاكرين لله يبدع في سيمفونيه روحيه تستقر بها النفوس وترتشف منها الروح
ويظل الهواء يداعب أنفك ووجنتيك شيئا فشيئا حتي تسقط كل دروع مقاومتك
وتستسلم للنوم . زاهدا في تذكر صخب النهار وشروره

وتذكر ذلك أيضا عندما ينسدل صوت فيروز علي أرضيه أذنيك

قائله : زاهدا في ما سيأتي ناسيا ما قد مضي

بل زاهدا في كل شيء

تمت

هناك تعليقان (2):

موناليزا يقول...

الأسلوب فى الكتابة أكثر من رائع

استمر وبالتوفيق دائما

sony2000 يقول...

حاله يحتاجها الكل
مع انسهم بالذات
لكي يستطيعوا ان يكملو طريقهم
الوحده مع النفس