ألشــــــذوذ

يرى غالبية الناس الشذوذ على أنه شىء يكسب العار والخزي ..

وتكون نتائجه الاشمئزاز والنفور والتجاهل .. فهنا ما مقصدى بالشذوذ ؟؟ سنعرف الأن .

الشذوذ أو الشاذ : هو أى شىء غريبا يختلف ولو اختلافا طفيفا عن طبيعته او عن الطبيعه

ليس مقصودا بالأخص شيئا يتعلق بالشيميل أو المثليه أو أى شىء يختص بالشذوذ الجنسي.

بل أقصد كل شىء به أختلاف أو خلل عن الطبيعة الاصلية او الاساسية للشىء

فكنت أتحدث مع بعض الاصدقاء بمقتطفات من موضوعات كثيره وبعضا منها كان جوهرة الشذوذ

فقال أحد الاصدقاء : هناك أنماط من البشر تمتلك قدرات خاصة او قدرات خارقة

فرددت علية قائلا : لكن أغلب هؤلاء الناس يفضلون البعد عن الشهرة وألاضواء يريدون أن

يعيشوا حياه طبيعية مثل باقى البشر.. ومن المؤكد أنهم يخشون ويرفضون أيضا معاملة الناس لهم على انهم

شيئا غريبا منفرا أو شىء يخضع للبحث ويبدئون بالبعد عنهم وتجاهلهم والنفور منهم لأنهم بهم قدرات

أو شيئا خارقا للطبيعة أو مختلفا عن طبيعة البشر .

وتكلمنا عن الشذوذ بمقصدة ( الجنسى ) لكنى سأعرض هذا الموضوع منفردا وبعمق أكثر ولعرض أراء كثيره فيه ..

وفى جلسة أخرى مع صديق أخر تكلمنا عن شخص حديث الخروج من السجن فتكلمنا انا وهو عن كم المعاناه التى كابدها فى سجنه

وعن كم المعاناه التى سوف يعانيها بعد خروجه .. وعن المده التى يقضيها منفردا وخجولا .. وغير متأقلم مع بيئتة الاولى

لغيابه عنها لفتره كبيرة نسبيا ..وعن درجه تقبل المجتمع له بعد معرفة حقيقتة .. هذا أيضا نوعا من الشذوذ

اليس له حقا فى العمل والزواج.. وله الحق فى حياه طبيعية هادئه !!

فكان رأيي لماذا يعامل أي غريبا أو شاذا على أنه شيئا مخزيا وننفر منه كأنه طاعونا !!

فمن رأيي بشأن ذلك أن كل فرد خرج من أصلاحية أو سجن أو معتقل أو غيره له الحق فى الحياه

كباقى الناس فكلنا بشر وجميعنا نخطيء والله هو الغفور الرحيم .....

فلا مانع من أن يعمل المذنب ولا مانع أيضا من أن يتخد صاحب العمل تدابيره وأحتياطاته تجاه هذا المذنب

وأن يقدم بأفتراض سوء النوايا لحين أثبات المذنب عكس ذلك فمن يدرى .. ربما يكون قد تعلم بالفعل وأراد أن يعيش

حياه سويه بعيده عن الصخب .. لكن تجاهلنا ونفورنا منه أو من غيره من الممكن أن يكون نتيجه طبيعيه الى رجوعة

لما كان عليه من قبل ..بل أكثر مما كان علية وبتطور أكثر ..

لأن المجتمع رفض توبته.. فذلك ينذر بعودته منتقما من المجتمع بأسره...

ولكنى تذكرت مقوله سمعتها من صديقى العزيز ( س.ع ) تقول : الناس أعداء ما يجهلون

وحقا فأن ما لايعلمه الناس عن شىء معين يصبحون أعداء له دون أعطاء مهلة أو فرصه للفهم..

لابد أن تتفتح عقولنا .. فكل من به شذوذا .. ويكمن داخله بعض النوايا وله قابلية للصلاح والتغيير

فلنتقبله . ونحتضنه . وندعمة .ونرسم معه خطواته للتقدم وللتغيير ..

لا أن نشعره بعدم وجود مكان له فى هذا العالم ..او ننعته بأنه عارا.. أو ملعونا .. !!!!

ربما بعد رفضنا له يقوم بالبحث عن مكان يخرج فيه رغباته والتى لم يسمح له مجتمعه بها سواء من ناحيه

أشباعها أو تغييرها .. وبعدما كان متوفرا لدية خجلا مما يفعلة .. أنعدمت لديه كل المعايير وأصبح لايخجل ولا يخاف شئيا !

فبهذا نجعلة خطرا كبيرا على نفسة وعلى المجتمع بأكمله ؟؟؟؟

فلماذا نضع قيودا ونعرقل من يريد التغيير .. فما الشذوذ الا مرضا أو خللا أما نفسيا أو عضويا ..

فهل يكون المرض عيبا؟؟؟

فلماذا لانسهل ونقرب علاجه .. هل نتركه فريسه لأنياب الموت أو لأى نفس غير سوية تشجعة على ما يفعلة

أو لأن يصبح وحشا وترياقة فى أيدينا ؟؟؟

نحن مجتمعا أسلاميا .. وشرقيا نهدف الى أصلاح نفوسنا ومجتمعنا من الاخطاء.. والارتقاء به الى أعلى المراتب

(برغم أننا لدينا معظم العراقيل ) لايهم أن نصبح كالدول العظمى .. لكن الاهم أن نكون راضيين عن أنفسنا ..

لانود ونرفض بشده أن نكون بلدا أو مجتمعا علمانيا .. لكن نريد أن نتخلص من الافكار والعادات الخاطئة ليس أكثر ..

أتمنى أن ندرك المعانى والفروق جيدا .. وأن نأخذ أبعاد اى موضوع بجدية وبرؤيه أعمق قبل الحكم عليه

فهذا ما يسهم فى علاجه وتلاشيه شيئا ... فشيئا .. ولو أستمر حال أفكارنا على هذ المنوال

...لصرنا منبعا للشذوذ...

.. تمت..