لا تصالح..
لا تصالح علي الدم .. حتى بدم
هكذا قالها أمل دنقل بالأمس
قرأت من خلال الأحداث الجاريه بعض الأراء والتحليلات والتصورات عن ما يحدث ، فكان لابد أن أعود إلي الوراء قليلا ، وتحديداً أعود حتي خطاب التنحي الاخير للرئيس مبارك ، فكانت الكلمات كالتالي :
" أيها المواطنون في هذه الظروف العصيبه التي تمر بها البلاد قرر الرئيس محمد حسني مبارك تخليه عن منصب رئيس الجمهوريه وكلف المجلس الأعلي للقوات المسلحه لإداره شئون البلاد।
كانت هذه هي الكلمات التي القاها علينا السيد عمر سليمان رئيس جهاز المخابرات وهو متشبعا بالأسي والحسره .
ولكن ليس هذا هو الشي الهام في الخطاب ولكن ماذا نسمي هذا الخطاب ؟؟
هل هو خطاب تنحي أم تخلي ؟؟
سيقول لي أحدكم : وما الفرق إذن ؟
أقول ما الحكمه في أن يصاغ الخطاب بلفظه تخلي ولا تنحي ؟؟
هل هذا من أجل خروج الرئيس بشرف وكبرياء ولياقه من منصبه ؟؟
أم ماذا ؟
وليست هذه هي الاسئله المثاره فحسب
ولكن أيضا لماذا يمكث الرئيس وعائلته في شرم الشيخ ؟؟ إن كان هذا الكلام صحيحاً
لماذا إتخذ النائب العام قرارات بتجميد الأرصده والمنع من السفر وفتح التحقيقات مع عدد من الوزراء والمسئولين دون البعض الأخر ؟؟
بل كيف يتم التحقيق من كثير من المسئولين السابقين وترك كبيرهم ؟؟
هل هذا التصرف مثل ما فعله سيدنا إبراهيم عندما حطم جميع الاصنام في المعبد وترك كبيرهم لأنه لا يضر ولا ينفع ؟؟
فهل هذا الكبير هنا لا يضر ولا ينفع ؟؟ وهل حطم النائب العام والقوات المسلحه جميع الاصنام؟؟
فإن سلمنا بتاريخه وجهوده المضنيه من أجل الوطن ولا يجوز التحقيق معه او تجميد أرصدته إجلالاً له ، فماذا بشأن نجليه السيد علاء والسيد جمال ، وماذا بشأن زوجته السيده سوزان مبارك وأخيها ؟؟
لماذا مازال جهاز أمن الدوله موجود بالرغم من ثبوت تورطه وإنتهاكاته ؟؟
لماذا مازالت أغلب الوزاره السابقه موجوده في الطاقم الوزاري الذي يترأسه السيد أحمد شفيق ؟؟
لماذا لم يتم التحقيق مع السيد فتحي ( موافقات ) سرور ، والافعي القاتله صفوت الشريف ؟؟
إذا كانت الحصانه رفعت عن أعضاء مجلس الشعب والشوري لأن المجلسين قد تم حلهما ، لماذا يحاكم البعض وتترك الرؤوس المفكره والمدبره ؟؟؟
إذا ذكرنا التحقيق مع نجلي الرئيس وزوجته ليس بوصفهم أقرباء الرئيس بل بوصفهم شاغلي مناصب في الدوله وأصحاب إستثمارات فيها فلماذا لم يحاكموا وسرى عليهم ما سرى علي الرئيس من عدم المساس به ؟؟
هذا لا يعني إلا شيئا واحداً :
أن الرئيس مبارك مازال الحاكم الفعلي المستتر للبلاد ، الذي لا يظهر لنا !!!
ولم تتم محاكمته أو مسائله أحدهم لأن الحصانه مازالت تصحبهم .
وعلي الأرجح مازال هناك إتصالات بين مبارك وشفيق ، ومبارك وعمر سليمان ، ومبارك والقوات المسلحه !!!!
فماذا يعني ذلك ؟؟
وماذا يحدث لنا ؟؟
ومن يتلاعب بنا ويراوغنا ؟؟
هل نحن كالكلب الذي تلقى له عظمه فينشغل بها وينسي أن هناك لصا يتسلل مره أخري إلي المنزل ؟؟
إن المطلب الاساسي كان سقوط النظام ورأس النظام ، فما الذي يحدث الأن؟؟
وماذا خلف الكواليس ؟؟
الطاقم الوزاري كما هو وكذلك جهاز أمن الدوله ، الرئيس مبارك لما يغادر ولم تتم مسائلته بشأن أي شيء وكذلك عائلته عادت إلي مصر مره أخري واحداً تلو الأخر، نري الوساوس تنهال علينا بالتسامح والغفران وعدم التفكير في محاسبه أحد ، كما نري حشود تخرج عرفانا بالجميل للرئيس ، تشويه أغلب الشخصيات الموجوده علي الساحه ووصفها بالخيانه والعماله ومحاوله نشر الفضائح والاكاذيب والفساد بشأنها حتي نشعر وكأن لم يعد هناك من يصلح لتولي أي منصب سواهم وأننا شعرنا بالتيه والإنفلات والبلبله من دونهم .
التلاعب بمشاعر وعاطفه الناس ونشر الأخبار الكاذبه بدايه من مرض الرئيس وشجار نجليه وإكتئابه وعزوفه عن الطعام والغيبوبه التي تلازمه ، إنتهاءاً بموته .
ألا يذكركم هذا الأسلوب باشخاص بعينهم ؟؟
ألا تذكركم تلك الطريقه القديمه بطرق نعلمها ونألفها جيدا ؟؟
إنها أشياء علي غرار فجّر كنيسه لضرب الوحده الوطنيه لتتزرع بالفتنه لبقاء القمع وقانون الطواريء والارهاب !
قم بإلهاء الشعب بمباراه لكره القدم أو بهذه المطربه او الممثله الملتهبه أو بتلك الفضيحه حتي تبعد أنظارهم عنا وتحولها لمسار أخر حتي يتناسوا ما يجري !!
بماذا ينبيء هذا ؟؟
أعتقد أن هذا ينبأنا بعوده الفارس الاسود الذي خاب أمله في إعتلاء العرش ويجدد محاولاته المستميته من جديد لحصوله عليه ، وليس هذا ببعيد ولا مستحيل .
ومعناه أننا مازالنا نحكم بالريموت كنترول عن بُعد !
كل هذه الأسئله بلا إجابه
لا نشكك في نزاهه وجهود القوات المسلحه أو النائب العام
ولكن هناك إجراءات سريعه يمكن أن تتخذ لإزاله توتر وتوجس الشارع المصري الذي لم ينسي ولم يفيق بعد من ثورته .
نحن في إنتظار هذه الإجابات عبر بيانات محدده واضحه وقرارات صريحه صارمه بهذا الشأن .
وإلا عدنا مره أخري إلي الميدان
فكما قلت سابقا لا يجوز الترميم لبنايه متصدعه ومقسومه لشقين ، ولا يجوز البناء علي الرديم
فإحباط الثوره يلوح في الأفق والإنتهازيين والفاسدين مازالوا متربصين ورابضين لعودتهم مره أخري من جديد ، وعلي الذي يقول كفانا يجب أن نعطي فرصه لقواتنا المسلحه لإتخاذ تدابيرها
أوافقه علي أن تتخذ هذه القرارات السابقه بكل سرعه وجديه دون محايله الشعب بعظمه فرص العمل وزياده الأجور وإزاله بعض رؤوس الفساد ومحاكمه أخرين .
لابد من إثبات حسن النيه لدي القيادات التي إعتدنا منها ذلك .
وإلي هذا الإشعار يجب أن نعود مره أخري لنذكرهم بأننا لم ننسي ثورتنا ولن ننام حتي تنفذ مطالبنا
فإما أن ننتصر في حرب بلادنا ، أو يفتح باب الشهاده من جديد ، فلا وقت لدينا الأن فهناك من يخطط ويدبر من وراء ظهورنا
وجاءت الساعه المرتقبه من جديد
والميدان ينتظرنا .