29‏/10‏/2010

إلحاد مصطفي محمود بالأمس وملحدي اليوم ( الحلقه الثانيه )


في الغسق كنت أقف فوق سطح منزلنا ، ذلك الجو المحبب إلي النفس الذي يدعوك للتفكير

والتأمل فسرحت في الأفق هائما أفكر.ما الفرق بين إلحاد " مصطفي محمود" وملحدي اليوم

فيجيبني عقلي إن ملحدي اليوم كالأنعام لا يفقهون شيئا ، بل إنهم مجرد مشجعين

يصفقون لبعض النظريات التي يتخذونها مسلمات إثباتا لبدايه الكون وأصل الوجود

ويتخدونها برهانا علي عدم وجود رب خالق لهذا الكون ولكل شيء !!

فيستندون إلي نظريه داروين أو نظريه التطور ويستندون إلي بعض النظريات

التي لا يستطيع أحدا أن يثبت صحتها بصوره قاطعه لأن النظريات ماهي إلا مجرد تجارب

وتخمينات لا نستطيع أن نجزم بعدها بثبوت حقيقه نهائيه لشيء أو نملك دليلاً دامغا علي صحته!!

فعندما تسئلهم بعض الأسئله البديهيه ينكرون صوت الفطره في داخلهم وتعلو أصواتهم

ولا يخرج من حناجرهم إلا كثير من الجدل ومزيدا من السفسطه التي لا تقنع دابه

ولا تصل بك إلي أي نقطه للتلاقي ، لأنها مجرد كلمات مبهمه وعبارات فضفاضه

لا تسمي إقناعا أو ذِكرا للحقيقه ، بل هي أقرب إلي فلسفه ممزوجه بالجدل العقيم الامنتهي..

من دون براهين أو ثوابت يستمد منها أو يستند عليها للتأكد من صحه أقوالهم .

أما دكتور " مصطفي محمود " فإنه كان مخالفا لذلك

لم يكن كهؤلاء يريد أن يلحد لمجرد أن يقال عنه أنه مفكراً أو حتي ليحرر نفسه مثلهم

من قيود ونواهي الاديان إنما كان أكثر من ذلك ..

فقرأت يوما عن حكايه له مع شيخ كان يعلمه هو ورفاقه فأدخل في عقولهم بعض الاشياء

التي أحس أنها دجلا ، وأدخلت الشك إلي نفسه وإندلعت الريبه في داخله،

وبدأ يفكر في حقيقه المسلمات التي ولدنا بها جميعا دون تفكير .

وعندما تحاول المقارنه بينه وبين ملحدي اليوم فلا تجد أي وجه للتشابه أو المقارنه

لأنهم في حقيقتهم لم يفكروا تفكيرا حقا أو يتأملوا ولم يحاولوا البحث عن الحقيقه

إنما مطلبهم كان البحث عن مهرب من رقيب يراهم ويسمعهم ويحاسبهم ،

ويشعرون بالاحتياج اليه ، ويشعرون بعبوديتهم إليه، وشعورهم بالذنب إذا أخطئوا،

وبالرغم من ذلك أنهم في حين تجردهم من العبوديه لله وإنكارهم له ،

فإنهم يقعون أساري وعبيدا لأسياد جدد فأصبحوا عبيدا لشهواتهم ورغباتهم ولذنوبهم وأخطائهم !!

أما دكتور " مصطفي محمود" فكان مختلفا في كل شيء فلقد درس الديانات السماويه والارضيه

وتأمل في الطبيعه من حوله يتفكر في كل ما يحيط به .

كان عندما يتأمل في دقه وهندسه الكون وجماله يشعر أنه كالطفل المسحور الذي يفتح عينيه لأول مره

علي الأشياء ، ويدرك ماحوله من جمال لا يتأتي ولا يتكون مطلقا عن طريق الصدفه ،

ويشعر كل مره أنه إكتشف شيئا جديداً ، وكأنه كالضرير لسنوات ثم رأي النور الطريق إلي عينيه !!

فكان مصطفي محمود مولعاً بالفّلك وبالنظر إلي السماء والكواكب والأجرام والنجوم

فكانت قمه سعادته وإمتاعه في لحظات تأمله إلي السماء ،

وإيمانه يترسخ كلما نظر إليها ولما تحويه ، فكان ينظر من خلال الميكروسكوب

فيري ما لم يستطيع غير خالق أن يبدعه في تراص وهندسة وترتيب وتسخير وتوازن وتراكيب .

وعندما بدأ الاطّلاع علي وحده الوجود الهندي والتجريدات الصوفيه وبعد أن عاشها لفتره طويله

لم يشعر بالارتياح والاقتناع تجاه هذا الضباب الهندي وهذه الماريجوانا الصوفيه

واليوجا التي مارسها وتلقي تعاليمها علي أيدي أساتذه هنود.

والتي كان فيها الكثير من الخلط في تصورهم عن الله فهي كثيرا ما كان تخلط وتوحد بين الخالق والمخلوق!

ومره أخري كان العلم هو دليله ومنقذه ومرشده.

وكان عكوفه علي العلم وعلي الشريحه الحيه تحت الميكروسكوب( المجهر )

قالت له شيئا أخر ..قالت له العديد من الحقائق التي أرشدته يوما فيوما إلي الله .

ولم تكن رحله سهله كما يتصور البعض فملحدي اليوم بمجرد أن يطّلعوا علي بعض الاراء السريعه

والنظريات ويستمعون إلي بعض الاراء من هنا ومن هناك ويسيرون خلفها مسلوبي الاراده

ولم تخرج من أفواههم وعقولهم عن تجارب كمحاوله لإثبات صحه كلامهم

وهذا لا يتعدي فترات ضئيله من الوقت.

أما رحله مصطفي محمود فقد إستغرقت ثلاثين عاما !!!

نعم ثلاثين عاما من الغرق في الكتب وألاف الليالي من الخلوه والتأمل

والحوار مع النفس وإعادة النظر ثم إعادة النظر في إعادة النظر ،

ثم تقليب الفكر علي كل وجه لقطع الطريق الشائك من الله والانسان

إلي لغز الحياه إلي ما كتبه بعد ذلك علي درب اليقين

في رحلته من الشك إلي الإيمان

.

فمن يريد البحث عن الله ، فالله يتقرب إليه ويرشده

ويثلج صدره ويلهم فكره ويهدي قلبه ويرسي فيه الطريق اليه المحفور في داخله المفطور فيه منذ ولادته

فـــ" هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُوْلُوا الأَلْبَابِ"

فرحم الله رجلاً سائرا هائما في طريق ربه

رحم الله الباحث عن ربه

رحم الله السائل الباحث عن الحقيقه

رحم الله فقيهنا مصطفي محمود

تمت

....

( عذرا علي ذكر مرحله الالحاد لأنها لم تكن كذلك بل كانت مرحله شك وسأقوم بتوضيحها في الجزء الثالث)

إنتظروا الجزء الثالث

هناك تعليقان (2):

sony2000 يقول...

وانا مستنيه:)

ستيتة يقول...

http://mosh3arfa7aga.blogspot.com/2009/10/blog-post_31.html

تابعت هذا البوست اول ما نزل ولم اعلق عليه بس متابعة

سلامتك وخد بالك من نفسك لو سمحت
شفاك الله وعافاك